تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجربة إعلامية متميزة

فضائيات
الأربعاء 11-7-2012
جوان جان

ارتبط اسم الإعلامية اللبنانية زينة فياض بالبرنامج الشهير «إلى أين؟» الذي تقدمه عبر شاشة ANB الإخبارية.. والواقع أن اسم زينة فياض ليس جديداً على الإعلام العربي

لكن تواجدها في ANB هو التواجد الأبرز الذي أعطاها حقّها كإعلامية وساهم في تسليط الضوء على قدراتها وخاصة في إدارة الحوارات والندوات حيث يعتمد برنامجها «إلى أين؟» على استضافة ضيفين في كل حلقة وطرح موضوع للنقاش، وهذا الشكل من البرامج معروف وواسع الانتشار في الفضائيات العربية، لكن ما يميّز زينة فياض في إدارتها للبرنامج هو عدم انزلاقها إلى مهاوي التحيّز لطرف ضد الطرف الآخر مهما بالغ أحد الطرفين في طروحاته ومواقفه، وعلى الرغم من حتمية وجود موقف تعاطفٍ ما من قبل الإعلامية نحو أحد طرفَي الحوار إلا أن هذا التعاطف لا يمكن أن يظهر كون فيّاض تتمتّع بمهنية تجنّبها أن تبدي انحيازاً ما، ويمكن للمشاهد أن يلمس مدى التعامل الراقي للإعلامية مع ضيوفها مهما غالوا في آرائهم .‏

زينة فياض في برنامجها الحواريّ تعطي كل المجال لضيوفها لطرح ما يريدونه دون أن تمارس عليهم سلطة أو تعمد إلى تتفيه آرائهم أو تسخيفها، وهي بذلك تقدم النموذج الحيّ والمثالي لأي مقدّم برامج حوارية تعوزه الحنكة والدراية والخبرة .‏

في برنامج «إلى أين؟» يُعطى الموضوع المطروح للنقاش حقّه كاملاً دون وجود تهديد داهم ودائم بضغط الوقت، وبذلك لايكون هذا البرنامج كالبرامج الأخرى المشابهة في بعض الفضائيات العربية حيث تغدو حجّة ضغط الوقت فرصة لمدير الحوار للحدّ من تدفّق الأفكار ووجهات النظر من الطرف الذي لاتتناسب أفكاره مع أفكار مقدم البرنامج الذي يعمد من جهته إلى إسكات ضيفه بحجة نفاد الوقت وضرورة الانتقال إلى فكرة أخرى بحيث لا يمكن لفكرة واحدة أن تأخذ حقّها من النقاش في هكذا وضع غير صحي أو سليم ولا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة مفيدة أو عملية .‏

بقي أن نذكر هنا أن زينة فياض كانت من أوائل الإعلاميين العرب الذين كشفوا النقاب عن الأجواء غير الطبيعية التي تسود طبيعة العمل في قناة الجزيرة فكانت أن استقالت منها في العام 2005 بعد أن عملت فيها لأشهر معدودات كانت كافية بالنسبة لها لأن تفكر بخيار يناسب إمكانياتها ولا ينال من كرامتها ومصداقيتها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية