إنه الوصف الذي لابدَّ أن يوافقني عليه كل من تابعَ مقدار ما استثمرت بعض الفضائيات بثها ومقدار ما أغرقت بالفضائحِ دورها، وبما أكدّته صورها وأخبارها واتصالاتها والأهم منطق إعلامييها الذين يستقطبون الآراء الواردة إلى برامجٍ وحواراتٍ، من كثرة ما بات من يديرها معجباً بالشاذِ من المصطلحات، سنهديهِ إحداها قائلين: لم يعد غريباً علينا «انشقاقه» عن واجبه الإعلامي، لطالما «انشقَّ» قبلها عن أخلاقه كابن وطنٍ له كرامة وهدف وقضية، من المفترض ألا يزايد عليها بالرخيص من الرأي..
نعم. لم يعد ذلك غريباً عن هؤلاء الإعلاميين أو بالأحرى المأجورين، وخصوصاً بعد أن تجاوزوا دورهم في تقديم الخبر (حتى وإن كان كاذباً أو مضللاً أو مُفبركاً) ودون أن يكتفوا بذلك ليقوموا بعدها بالتعليقِ عليه بأبشعِ نيّة.. تماماً مثلما يقوم من ركبَ أطماعهم، بإدارةِ حوارٍ يختار له ضيوفاً على درجة عالية من الانحطاط في حقدهم وتحريضهم وتحليلاتهم ودعواتهم المثيرة للفتنة ولاستباحة الدماءِ السورية.
للأسف.. لقد أصبح كل هذا يثير فينا الإحساس بمقدار ما تُنتهكْ حرمة الحقِّ بصولةِ باطلٍ لم يحقّق شيطان فضائياته إلا لعنة المشاهد وعلى كل من سوَّلت له أحقاده وأطماعه، أن يموِّله ويدعمه ويوسوس وإياه بالشرِّ سبيلاً لاقترافِ القتلِ بتفنُّنٍ وكفرٍ ما أبشعه.
إذاً.. راقبوا مقدمي ومقدمات أخبار وبرامج وحوارات «الجزيرة والعربية وغيرهما من فضائياتٍ البث الحرام.. راقبوا كيفية مسارعتهم أكثر من الضيف، لإبداء الرأي بطريقة لا تمتُّ بتحريضها إلى أخلاقية الإعلام..
أما الأبشع من كلِّ هذا، فقيامهم وفي الكثير من حواراتهم بالتركيز على مصطلحات يريدون من تكرارها استفزاز طائفةٍ بعينها، وهذا إن دلَّ على نيات فهي إصرارهم على التحريض بما يهدف إلى تحقيق مساعي آمريهم، المنبطحين سبيلاً لتحقيقِ ما استعبدهم لأجله أعداء حقّنا وديننا وإنساننا وأيضاً وطننا..