وتتناول الكاتبة قصص عائلات مشردة أثناء عملية الإبعاد الكبير بحق الأكاديين من بريطانيا الى كندا، وتعكس حيثيات تاريخية لإبعادهم من قبل البريطانيين من فرنسا إلی كندا في العام 1755.
والكتاب الملحمة الذي يقع في 560 صفحة، يرصد ترحيل 1755 اكاديا.نتعرف عن القصة من خلال حياة النجوم والعشاق إفانجيلاين وغابرييل، بالتشابك مع تاريخ اسرة الكاتبة من خلال الأحداث التاريخية الواقعية.
«إفانجيلاين: الجنة المسروقة» هو التحول المثير لبحوث الأنساب والتاريخ إلى قصص حقيقية لأناس حقيقيين. وتعتمد العديد من هذه القصص الرائعة عن السجلات الأصلية الثمينة في محفوظات الدولة في ولاية لويزيانا. ترحيل الأكاديين القاسي من قبل الانكليز هو الفصل الأكثر مأساوية في التاريخ الأميركي. ولعل استخدام المواد الأرشيفية أثرى هذه القصة المثيرة للاهتمام وبعث الحياة في شخصيات متعددة بما في ذلك شخصيات تاريخية من فرنسا وأكاديا واسبانيا وايطاليا وانجلترا والمستعمرات، فضلا على انه تصوير حي للشجاعة الأكادية رغم المصاعب التي واجهوها والامل الكبير لديهم في تحسين ظروف حياتهم.
بعد مرور 256 عاما، يستمر إرث ترحيل الأكاديين وعلى الرغم من الاعلان الملكي لمسؤولية البريطانيين عن هذا العمل الوحشي، الا ان قصتهم لا تزال غير معروفة الى حد كبير في انحاء كبيرة من العالم و ينسج الكتاب بمهارة حياة الفرنسيين المحايدين وحلفائهم الميغماك وخصومهم البريطانيين في مغامرة تاريخية جريئة ومقنعة للصغار والكبار على حد سواء.
كانت أكادي أول مستوطنة فرنسية في أمريكا الشمالية. ففي سنة 1604، منح هنري الرابع ملك فرنسا بيير دوغا حقوق إنشاء مستوطنات في شمال القارة المكتشفة حديثا، حيث بنى المستوطنون حصنا على جزيرة صغيرة في نهر سانت كروا الذي يفصل الآن بين نيو برانزويك وولاية ماين. ثم أبحر المستوطنون في الربيع التالي إلى بورت روايال (في نوفا سكوشيا) و أسسوا أول مدينة لهم.
وخلال القرن السابع عشر، أصبح عدد العائلات الأكادية حوالي 60 عائلة أقامت علاقات وطيدة مع السكان ألأصليين من قبائل ميغماك وتعلموا منهم فنون الصيد. عاش الأكاديون على السواحل وزرعوا الأراضي المستصلحة من البحار بواسطة السدود.
عرف الأكاديون بالفرنسيين المحايدين وذلك بسبب سياستهم السلمية وخاصة عدم تعاطيهم مع الصراعات الفرنسية والبريطانية التي دارت حولهم.
في عام 1713، ونتيجة معاهدة أوترخت، تخلت فرنسا عن شمالي أكاديا للبريطانيين. وفي عام 1754 طلب البريطانيون منهم إعلان الطاعة للملك البريطاني ما يعني حملهم السلاح ضد الأكاديين الفرنسيين في الجنوب. وعند رفضهم للامر، أمر الكولونيل تشارلز لورينس بترحيل الأكاديين والذي عرف بالترحيل الكبير عام 1755. وبنتيجته، تم ترحيل 14,000 أكادي مع احراق منازلهم ومصادرة أراضيهم. تفرق الأكاديون في مناطق مختلفة من شمال أميركا وخاصة في لوزيانا وسان جون العليا. واعترفت الحكومة الكندية بهذا الحادث وأعلنت 28 من تموز من كل عام يوم ذكرى الترحيل.
تعد هذه الرواية التاريخية الجميلة مشابهة لرواية «ذهب مع الريح» ويتوجب على أي شخص قراءتها للاستمتاع بأحداثها.هي مغامرة تاريخية جريئة ومقنعة ومذهلة.وقد اعتمدت المؤلفة في روايتها على أحداث حقيقية وتاريخ عائلتها.
ويوجد الكتاب في مكتبة النصب التذكاري الأكادي. ويقول ميشيل جونسون، مدير النصب التذكاري، «الكتاب عمل استثنائي من الخيال التاريخي، ويعرض صفحة من صفحات التاريخ الاستعماري المرير على الرغم من وجهة نظر فريدة من نوعها والتي تبدأ قبل فترة طويلة من الإبعاد الاكادي. ونرى شخصيات معقدة تعكس البحوث التاريخية التي قامت بها السيدة لوبلان.
والكاتبة خريجة كلية إدارة الأعمال، وتحمل اجازة في القانون من مركز هيبرت للقانون. وقد نشرت أكثر من 35 مقالة في الولايات المتحدة والخارج وهي كاتبة ومنتجة ومخرجة الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة «رجل عصر النهضة الكاجون».
تقول لوبلان ان جدها لأمها كان من ضمن المجموعة التي تم ترحيلها من فرنسا إلى كندا ومن ثم نفي إلى لويزيانا.
«إفانجيلاين» كان كاتب العدل – الشخص المسؤول عن التوثيق امام ملك فرنسا - كما انه كان احد اقرباء لوبلان. عاشت لوبلان في لافاييت، لويزيانا، وتعمقت في علم الانساب من جدها، وهو عضو مجلس الشيوخ السابق لويزيانا دادلي لوبلان. وعزت سبب تأليف الرواية إلی مطالبة أصدقائها في لويزيانا ببيان الخلفية التاريخية لعائلتها والتصرفات غير القانونية التي كان يقوم بها البريطانيين عام 1755 وحبها وولعها بالتاريخ. وقالت إنها تنوي نشر هذه القصة في ثلاثة أجزاء منها هذه الرواية التي أصدرتها كالمجلد الأول. واضافت: «لقد قرأت كل ما استطيع قراءته، من ثم وجدت صوتي وبعد ذلك اصبحت شخصيات روايتي تتحدث عن نفسها، اضافة الى ان بحثي في التاريخ قدم لي فائدة كبيرة».