تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علي جمعة الكعــــود ينذر شعــره للعشق

كتب
الأربعاء 11-7-2012
هدى سلمان

يطلُّ علينا عام 2012 حاملاً معه ديواناً جديداً يزخر بقصائد استثنائية تشكل منعطفاً في تجربة الشاعر علي جمعة الكعـود 00فالقصائد تتسم بحداثوية متفردة تحلق بالقارئ إلى عوالم غير مألوفة في دواوينه السابقة

حيث العناوين المطوِّعة للّغة والسائرة على طريق الإنزياحات مثل: تيممت بالشوق توْسعني حباً النفس أمّارة بالفراق-وغيرها00وعند الغوص في ثنايا (نذر العاشق) تتحفنا اللفظة الشعرية وتتملكنا الدهشة التي يقوم عليها هذا المنجز الإبداعي فيقول الشاعر الكعــود في قصيدته محاولتان للعشق: حين لقائي00سألقّنها الحبّ00أعبّد طرق الروح لتأتي00 حاملةً إكسير بقائي 00حيث الحبيبة حاضرة في قصائد الديوان برمتها فهي التي تواري جثمانه بالقصائد لا بالتراب وتقرأ شعراً على روحه في قصيدة تفاحة آدم بعد أن تمثــّـل في جثة روحه وتعمده بطهارتها وتعصره بكؤوس يديها في قصيدة توْسعني حباً 00أما في قصيدته عُصي الهجر فيقول: كسرتْ قواعد مهجتي00 خرجتْ على القاموس وارتكبتْ لغاتٍ لستُ أفهمها00رمتـْـني في غياهب حسرتي0 وتوهّمتْني زيرَ عشقٍ لا يُشقُّ لهُ قصيدٌ 000فالحب أحد الظواهر المندثرة التي يبكيها شاعرنا في عصر مادي لاوجود فيه للعشاق لدرجة بيعه في مزاد علني 00 يقول في (مزاد هواك): أنا لم أؤمـّـنْ على خافقي00فاحجزيهِ وبيعي دمي قطرةً00 قطرةً في مزاد هواكِ00ضعي كلّ شوقي (بقاصةِ )حبّكِ برهان عشقٍ وخطّـي بعينيكِ صكّ امتلاكيْ فالمرأة الحبيبة عند الشاعر علي جمعة الكعـود هي نفسها الأم في موقع آخر وتحديداً في قصيدته :ثكلتْـني أمي حيث يصب جام غضبه على هذا الكائن الذي كرّمته الأديان ويشير إليه ببنان شعره راثياً نفسه المعذبة:ولدتُ قتيلاً وأمي هي القاتلةْ00وحين الولادة عمداً بصقتُ على القابلة 00ورحتُ ألومُ نطاف أبي وسلالة جدّي وكلّ الذين توالوا على دفتر العائلة00كما لا يخلو الديوان من الإنسانية المفرطة كما في رثائه لأخيه سلمان الذي قضى شاباً بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على رحيله وكذلك في رثائه لمحمود درويش00ولكن القصيدة الفارقة في الديوان حسب رأيي الشخصي هي القصيدة الأخيرة والمسماة رثاء القصيدة حيث لا مكان للشعر في هذا الزمن الرافض لكل ما هو جميل00يقول فيها: وما عاد القريضُ يجودُ فاصفرّتْ براعمُ فكرةٍ كانتْ تزيّنُ غصن ذاكرتي00تثاءبتِ الحروفُ وغطّ في خجلٍ عميقٍ صمتُ شعري00حبرُ أحلامي تجمّدَ في عروق قصيدةٍ تأبى الولادةَ والبحورُ تبخـّرتْ00ما عادتِ الأوزانُ قادرةً على عبء الكلام000 وأخيراً فالشاعر علي جمعة الكعـود في هذا الديوان يرسّخ ذاته في مسيرة الشعر السوري الحديث لأنه شاعر استثنائي00000‏

نذرالعاشق علي جمعة الكعــود منشورات رابطة نصيبين للأدباء السريان 2012- قطع وسط 100ص‏

«قوارب الشمع»‏

الإصدار الأول من سلسلة «كتابة» .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية