رضوان رجب ولد في حلب عام 1947، المدينة القديمة التي تنتج دائماً الموالد والأذكار والغناء الديني ، وإذا كنت أحد أبنائها فلا بأس عليك أن تتعلّم القدود والموشحات ، فتعلّم رضوان رجب كل ذلك من أبيه الذي كان منشداً في ليالي حلب القديمة .
وعندما شب ونال الشهادة الثانوية ، سافر إلى مصر ليدرس في المعهد العالي للموسيقا في القاهرة ، وخلالها تعرّف على سعاد محمد ونجاح سلام وشهرزاد وموفق بهجت، فلحن لهم جميعاً . وخاض غمار التأليف الموسيقي، فقدم عملاً شارك به في تونس في مسابقة أقامها المجمع الموسيقي العربي ونال عليه جائزة.
بعد ذلك سافر إلى ليبيا ، ليعمل في حقل التدريس في المعهد الوطني للموسيقا بطرابلس ، لكنه فشل في معالجة رجليه ، فصار يمشي على أربعة، ليعود بعد ذلك إلى دمشق ويعمل في إذاعتها ، ليسافر بعدها إلى الإمارات العربية ، وليقوم بتلحين عدد كبير من الأغنيات ولعدد من الشعراء.
لكن أجمل ما عند رضوان رجب أنه قدّم ومن ألحانه « أغنية عربية للمستقبل»، وشاركه فيها فهد يكن ، حيث قدما أروع الأغاني وأجملها، وفيها قام رضوان بتلحين مجموعة من النصوص الشعرية التي على وزن التفعيلة لأهم الشعراء ، ومن ألحانه « المغني والقمر » و«أسمعها تناديني « وهما من شعر عبد الوهاب البياتي ، « ما زلت أغني « شعر محمد الفيتوري، و« احتراق « وهي من شعر بدر شاكر السياب ، ولحن لامرئ القيس قصيدة على الموزون والمقفى، لكن أروع ما لحنه كان عدداً من قصائد الشاعر محمود درويش ، منها « عندما يسقط العمر » و «عن الصمود» ... وغيرها .
ويبقى السؤال ، لماذا لا نجد ملحناً يقوم بتلحين مثل هذا الشعر ؟ ويعطيه لمطرب أو مغني أو لمطربة تشدو به ، أو يشدو بها ، لمدّة قليلة علينا، فتسترخي أجسادنا ونحن نجلس أمام التلفزيون، نريد أغنية عربية جديدة ، والشعر كثير والحمد لله ، ودواوين الشعراء تنتظر من يخرج قصائدهم إلى النور .
تحية إلى روحك يا رضوان رجب ، يا من كنت تملأ الأماكن العامة بالأغاني الجميلة التي لانزال نذكرها حتى الآن ، بل نحفظها ونرددها، عن ظهر قلب .
نعم يا صديقي لقد توفي رضوان رجب عام 2001 الرحمة لروحه .