تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يذكر هذا الرجل ؟ رضوان رجب 1947 – 2001

كتب
الأربعاء 11-7-2012
فيصل خرتش

كنت في المرحلة الابتدائية في مدرسة سعد الله الجابري في حلب ، وكان هناك تلميذ يحملونه في عربة ، ذلك النوع الذي كان للأطفال ، يحملونه من البيت إلى المدرسة، وبالعكس. كان التلميذ شبه مقعد، رجلاه لا تحملانه، أو لنقل بشكل آخر ، لقد خلقت الرجلان لتحملان الإنسان عليهما ، أما هو فقد ولد ليحمل رجلاه، فكانتا عبئاً عليه طوال الفترة التي عاشها .

رضوان رجب ولد في حلب عام 1947، المدينة القديمة التي تنتج دائماً الموالد والأذكار والغناء الديني ، وإذا كنت أحد أبنائها فلا بأس عليك أن تتعلّم القدود والموشحات ، فتعلّم رضوان رجب كل ذلك من أبيه الذي كان منشداً في ليالي حلب القديمة .‏

وعندما شب ونال الشهادة الثانوية ، سافر إلى مصر ليدرس في المعهد العالي للموسيقا في القاهرة ، وخلالها تعرّف على سعاد محمد ونجاح سلام وشهرزاد وموفق بهجت، فلحن لهم جميعاً . وخاض غمار التأليف الموسيقي، فقدم عملاً شارك به في تونس في مسابقة أقامها المجمع الموسيقي العربي ونال عليه جائزة.‏

بعد ذلك سافر إلى ليبيا ، ليعمل في حقل التدريس في المعهد الوطني للموسيقا بطرابلس ، لكنه فشل في معالجة رجليه ، فصار يمشي على أربعة، ليعود بعد ذلك إلى دمشق ويعمل في إذاعتها ، ليسافر بعدها إلى الإمارات العربية ، وليقوم بتلحين عدد كبير من الأغنيات ولعدد من الشعراء.‏

لكن أجمل ما عند رضوان رجب أنه قدّم ومن ألحانه « أغنية عربية للمستقبل»، وشاركه فيها فهد يكن ، حيث قدما أروع الأغاني وأجملها، وفيها قام رضوان بتلحين مجموعة من النصوص الشعرية التي على وزن التفعيلة لأهم الشعراء ، ومن ألحانه « المغني والقمر » و«أسمعها تناديني « وهما من شعر عبد الوهاب البياتي ، « ما زلت أغني « شعر محمد الفيتوري، و« احتراق « وهي من شعر بدر شاكر السياب ، ولحن لامرئ القيس قصيدة على الموزون والمقفى، لكن أروع ما لحنه كان عدداً من قصائد الشاعر محمود درويش ، منها « عندما يسقط العمر » و «عن الصمود» ... وغيرها .‏

ويبقى السؤال ، لماذا لا نجد ملحناً يقوم بتلحين مثل هذا الشعر ؟ ويعطيه لمطرب أو مغني أو لمطربة تشدو به ، أو يشدو بها ، لمدّة قليلة علينا، فتسترخي أجسادنا ونحن نجلس أمام التلفزيون، نريد أغنية عربية جديدة ، والشعر كثير والحمد لله ، ودواوين الشعراء تنتظر من يخرج قصائدهم إلى النور .‏

تحية إلى روحك يا رضوان رجب ، يا من كنت تملأ الأماكن العامة بالأغاني الجميلة التي لانزال نذكرها حتى الآن ، بل نحفظها ونرددها، عن ظهر قلب .‏

نعم يا صديقي لقد توفي رضوان رجب عام 2001 الرحمة لروحه .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية