وفي نص شكسبير تبدأ المسرحية في اسكتلندا بظهور ثلاث عجائز مشعوذات في مكان مهجور وسط البرق والرعد يقرأن التعاويذ ويقلن إنهن سيقابلن شخصاً يدعى ماكبث أمير مقاطعة جلامس، ثم يختفين من المشهد، بعد ذلك يظهر معسكر للملك دنكن ملك اسكندا وعسكره وبعض أتباعه، ويتبين أن هناك معركة بالقرب من الموقع، فقد قرر بعض المواطنين الخروج على هذا الملك، لكن الملك نفسه بات يشعر أن سنه المتقدمة قد لا تمكنه من مقاومة هذا العصيان، ولكنه يريد أن يعرف إلى أي مدى يمكنه الاعتماد على الجيش.
في هذه الأثناء يأتي أحد الجنود الجرحى للملك ويخبره بأحداث المعركة البالغة الدموية غير أن ماكبث قد أبلى بلاءً حسناً وقاتل قتالاً ضارياً وقضى على زعيم المتمردين فيتأثر الملك بشجاعته ثم يصل أمير مقاطعة روس بأخبار جديدة مفاجئة مفادها أن أمير مقاطعة كودور أحد قادة الجيش أكثر رجال الملك إخلاصاً.. وهو أحد زعماء المتمردين.
بعد ذلك يحقق جيش الملك النصر فيأمر الملك بإعدام القائد المتمرد، وتنصيب ماكبث مكانه، قبل أن يصل رجال دنكن لنقل الأخبار لماكبث نرى ماكبث مع صديقه بانكو عند العجائز المشعوذات، وبينما تثير العجائز فضول بانكود واستخفافه بهن نرى ماكبث يصغي لما يقلن بعناية واهتمام بالغين، رغم أنهن لم يقلن له إلا القليل.
فهو كما يقلن سيكون أمير مقاطعة كودور وسوف يتولى عرش الملك أما بانكو فرغم أنه لن يكون ملكاً يوماً من الأيام إلا أنه سيخرج من عقبة الملوك أطلقت العجائز هذه الكلمات ثم لفهن الظلام.
يقول الدكتور رياض عصمت عن علاقته بشكسبير« تعود علاقتي بشكسبير إلى عام 1965 عندما بدأت بدراسة الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، وتعمقت بأدائي دوراً مساعداً في«جعجعة بلا طحن» باللغة الإنكليزية عام 1967 من إخراج رفيق الصبان وبطولة هاني الروماني ثم نضجت بإخراجي(هاملت) عام 1973 لصالح معهد اللاييك، كان ذلك قبل أن أتابع ناقد أعمال فرقة شكسبير الملكية والمسرح القومي البريطاني في لندن أوائل الثمانينات.
يتابع قائلاً:« استمر ولعي بشكسبير باقتباسي نص ( عرش الدم أو ماكبث الثالث) عام 1968 تمهيداً لإخراجه لطلابي في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم أخرج العرض بسبب تهيب طلابي من صعوبته... فاستبدلته بعرض استديو أسميته(شكسبير شخصيات وكاريكاتير) قدموه على ضوء الشموع.
يضيف: المعروف أن«عرش الدم » عنوان لفيلم كورساوا الياباني عن ماكبث وقد اختاره الصديق غسان مسعود عنواناً لعرضه لأن الاقتباس مزيج من ماكبث، وملهمتها التاريخية الأقدم ريتشارد الثالث، بحيث تذكرنا حداثة التجربة بمسرح القسوة.
ينهي السيد وزير الثقافة حديثه قائلاً: كم أشعر بالاعتزاز الآن من كون اقتباس القديم 1986 يتجسد الآن من قبل طلاب جيل جديد وهم يخطون بثقة نحو الاحتراف وعلى يدي الفنان القدير غسان مسعود لنؤكد معاً أن المسرح لا يهرم ولا يموت.