تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موليير المسرحي الذي لا ينتهي إلا لكي يبدأ

مسرح
الأربعاء 22-2-2012
في شهر شباط من كل عام تحتفل فرنسا والعالم بذكرى وفاة الكاتب المسرحي العظيم موليير(17شباط).

ولد جان باتيست بوكلان الملقب بموليير عام 1622 في باريس، لاب يشتغل بصناعة السجاد، وكان جده مولعاً بالفنون، وكان يصحبه الى المسرح غالبا وهذا مازاد من اعجاب موليير بالمسرحيات الهزلية على وجه الخصوص.‏

اختلف موليير مع والده عندما كبر، لأنه اراد ان يشتغل معه في خدمته، لكنه اختار كلية الحقوق وتعرف على عائلة من الفنانين اثرت في مسيرته الابداعية فيما بعد.‏

غير الكاتب اسمه ليصبح موليير ولم يعرف لماذا اختار هذا الاسم الذي اصبح اشهر اسم في تاريخ المسرح الفرنسي العالمي.. وفي عام 1643 وهو في الـ 21 من عمره اسس المسرح الاشهر في باريس...‏

حظي موليير برعاية ولي العهد وشقيق الملك، واتيح له ان يلعب مسرحية تراجيدية امام الملك لويس الرابع عشر (اشهر ملوك فرنسا) ولكنها لم تحظ باعجاب الملك.. ثم لعب مسرحية هزلية استطاع من خلالها ان يضحك الجمهور وعلى راسهم الملك.‏

عندئذ عرف انه يمتلك مواهب كبيرة في الهزل ، فصوته واشاراته كانت كافية لجعل المشاهدين يموتون من الضحك، ونال شهرة واسعة في مجال المسرح الفكاهي، عندئذ خصص له الملك مكانة دائمة في المسرح الموجود داخل قصره.‏

كانت اول مسرحية هزلية كبيرة يلعب فيها موليير هي تلك المدعوة (بالمتحذلقات السخيفات) عام 1659 وكان عمره 38 سنة، نجحت المسرحية نجاحا باهرا جعلت الملك يغدق عليه الهدايا والهبات، ولكن السيدات المتحذلقات اللواتي سخر منهن حقدن عليه ودمرن مسرحه، عندئذ بنى الملك لويس الرابع عشر مسرحا خاصا به.‏

في عام 1662 تزوج موليير من فتاة تصغره بعشرين عاما، وفي العام ذاته راح يهتم بموضوع مسرحي غير معهود في ذلك الزمان وهو.. وضع المرأة في المجتمع... وكتب مسرحية بعنوان (مدرسة النساء) وحققت نجاحا صارخا.‏

لكن حزب الرجال الذي تضايق منه وراح يشكك في اخلاقه، وخافوا من تأثيره السيئ على الملك، فرد عليهم بمسرحيات تستهزئ بهم.. في عام 1664 صدر امر ملكي بتعيين موليير مسؤولا عن قسم الترفيهات في القصر الملكي... وفي ذات العام كتب موليير احدى اشهر مسرحياته (المنافق او مدعي التقى والورع) وفيها ادان ازدواجية بعض رجال الدين الذين يظهرون الورع ويخفون عكسه، لكن هذه المسرحية احدثت فضيحة في الاوساط الدينية الفرنسية ما اضطر الملك لايقاف تمثيلها ليخفف من سخط الكهنة الذي بلغ اوجه، فالملك نفسه كان يخاف رجال الدين.. لكن موليير احتال عليهم وقدم حفلات خاصة.‏

عام 1665 ابدع موليير مسرحية (الدون جوان) واصبح اسمه على كل لسان، وبلغت شهرته درجة ان الملك اسمى فرقته المسرحية باسم (فرقة الملك) وهكذا اصبح موليير اهم فنان في عصره، ونال المجد من كل اطرافه، وطبقت شهرته الآفاق، لكنه انقطع عن التمثيل في فرقته بعد مرض الم به.‏

ألف حينها مسرحية شهيرة تحت عنوان (كاره المجتمع ) او (مبغض الشر) وفيها يعبر عن المه بسبب افتراقه عن زوجته، ثم كتب مسرحية اخرى تحت عنوان (الطبيب رغما) وفي عام 1668 كتب مسرحيته الشهيرة (بخيل موليير) ونالت شهرة عالمية.‏

اما اخر مسرحية كتبها فكانت بعنوان (المريض الوهمي) ولكنه اصيب بوعكة صحية على خشبة المسرح وهو يمثلها ثم سقط صريعا امام الناس.‏

من اهم اعماله (الطبيب الطائر 1666) و (الكسلان) (الطبيب العاشق) لكنها ضاعت ولم تصل الى المتلقي.‏

منذ حوالي الاربعة قرون لايزال موليير يجذب الى المسرح كل عام بل كل اسبوع اوشهر الاف المتفرجين من الممتع ان نقرأ المقدمة التي كتبها موليير لمسرحيته الشهيرة (الدجال) التي جرت عليه المشكلات والملاحقة مع رجال الدين حتى اخر ايامه.. عندما رفض الكهنة والقساوسة.. الصلاة عليه.. فيقول بما معناه:‏

هذه المسرحية احدثت من الضجة اكثر بكثير من غيرها وقد اضطهدت وحوربت ومنعت اكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة.. وقد برهن ذلك على ان رجال الدين هم اقوى الفئات في المجتمع.. ففي السابق تهكمت على النساء المتحذلقات، او بالاطباء الفاشلين، او بالارستقراطيين من دوق ومركيز، او بالمخدوعين من زوجاتهم، ولكن لم يهددني احد منهم على الرغم من ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية