تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يقظة وتكون وعطاء... «رضا سعيد مؤسس الجامعة السورية»

كتب
الأربعاء 22-2-2012
هفاف ميهوب

ظل محظوظاً لأكثر من خمسة عشر عاماً. اطلع عليه خلالها أساتذة وأدباء وشعراء منهم الشاعر نزار قباني والأديب الدكتور عبد السلام العجيلي الذي قال عنه: قرأت الكتاب كرواية فأمتعتني وكوثيقة تاريخية فأفادتني كثيراً،

إنه شيء جميل ومبتكر على الأقل في كتابة السيرة الببوغرافيا، في أدبنا العربي وأعتقد أنه أتى بشيء جديد كل الجدة وآمل أن يحتل مكانه في كتابة السيرة وفي الخلق الروائي.‏

إنه كتاب «رضا سعيد مؤسس الجامعة العربية» الكتاب الذي لابد أن يوافق من يقرؤه على ماقاله الأديب العجيلي لطالما سينجذب إلى سيرة ذاتية وإن وجد في مفرداتها وأحداثها مايدل على وثائق تاريخية إلا أن براعة حبكتها وطريقة سردها، لابد أن تشعراه وكأنه يقرأ رواية أكثر مايأسر فيها تفاصيلها المشوقة والواقعية، أما كاتبها فهو صباح قباني الإعلامي والفنان بل الرجل المتعدد المواهب الذي أبى إلا أن يمتهن الكتابة أيضاً وبطريقة أثبتت حرفته التي تجلت في عدة كتب قدمها ومنها «رضا سعيد مؤسس الجامعة العربية» الكتاب الذي لاتقل أناقة ودقة سرده عن دقة وأناقة الطباعة والغلاف الذي قهر أسفله بما أراد به إعلامنا بأن من يتحدث عنه هو فعلاً رجل لكل الأقدار.‏

حتماً هو بحث ونقب وسأل وتفحص وصولاً إلى توثيق مادونه في كتاب جعله في ثلاثة فصول اليقظة والتكون والعطاء.‏

في الفصل الأول يأخذنا قباني إلى اسطنبول حيث نتعرف على رضا سعيد وهو في الأربعين من عمره والذي عرف بعد زيارته لأحد أساتذته ما لم يكن يعرفه عن طفولته وموت والدته ودمشقيته مثلما عن والده الذي كان من كبار الضباط في جيوش الدولة العثمانية.‏

في الفصل الثاني يتخطى قباني أحداث مابعد قرار رضا بالعودة إلى دمشق الوطن ليبدأ من لحظة تحرك ذكرياته وبتحرك القطار الذي استقله وولداه وجدتهما ومن حلب إلى دمشق ليكون من حرض لديه التداعيات. وجه الجدة المتغضن والشاحب ودمعتها التي سببها موت ابنتها إثر حمى انتشرت في دمشق بعهد جمال باشا السفاح..‏

التداعيات تبدأ منذ وصوله إلى فرنسا وحياته فيها وأيضاً دراسته وتخصصه انتهاء بزواجه من مارسيل الفرنسية.‏

أما الفصل الثالث والأخير فيبدأ من لحظة وصول القطار إلى محطة الحجاز في دمشق ومن ثم تفاصيل ماعاصره إبان الحكم العثماني ومن ثم الاحتلال الفرنسي ودون أن ينسى قباني الحديث بالتفصيل عن أهم إنجازات رضا سعيد وعن أدواره الإنسانية مثلما عن دوره في تأسيس المعهد الطبي بعد لقائه بالملك فيصل وأيضاً دوره في الدفاع عن استمرار المعهد حينما قرر الفرنسيون نقله إلى بيروت.‏

وتتوالى الأحداث التي يصفها قباني بالكثيرة والباهرة والمتنوعة الوقائع والأقدار وخصوصاً بعد أن تم تكليف رضا سعيد بتأسيس الجامعة السورية التي انتخب رئيساً لها ولمجلسها.‏

يتابع قباني: لقد كان رضا سعيد يقوم بإنجازاته الكثيرة والمهمة بصرف النظر عن التقلبات السياسية وتبدلات الأنظمة والحكومات ذلك أنه كان يؤمن بأن كل التقلبات والتبدلات إلى زوال كما السحاب وبأنه لابقاء في آخر المطاف سوى للإنجازات الراسخة على الأرض والتي منها الجامعة السورية التي أقيمت لتبقى مابقي الوطن.‏

كل هذه الأحداث لم تمنع من مرور قباني على حياة رضا الخاصة التي روى فيها تفاصيل موت زوجته الفرنسية ودفنها في حلب وأيضاً تفاصيل زواجه الثاني ومن صبية كانت صاحبة نشاطات إنسانية واجتماعية وتربوية فخر بها وشجعها على متابعتها معتبراً إياها رديفاً مثالياً لمايقوم به في المناصب التي يتولاها.‏

يسلسل قباني الأحداث ويواكب النشاطات التي مرت في حياة الزوجين وأولادهما وإلى أن يصل إلى اللحظة التي يكون رضا سعيد فيها أسير فراش المرض مثلما أسير الخوف على الجامعة وأساتذتها أولئك الذين ما إن سمع من طبيبه بأن أحدهم قتل بالقصف الفرنسي حتى شحب وجهه وارتعش وتمتم بصوت مبحوح: ثق يادكتور إن دماء هؤلاد الشهداء هي آخر ماسفح في بلادنا من دم زكي في سبيل الاستقلال وإن الاحتلال الفرنسي إلى زوال...‏

قال هذا وألقى برأسه على الوسادة، بعدها أغمض عينيه ليكون برحيله انتهاء الكتاب الذي ضمّنه قباني أكثر من ستين صورة قديمة لرضا سعيد وزملائه وأسرته وإنجازاته...‏

بعد أن انتهينا من قراءة «رجل لكل الأقدار» علينا بالتعرف أكثر من مؤلف الكتاب صباح قباني ومن خلال قراء ة ماكتب عنه في أواخر صفحات الكتاب، وبما نختار منه:‏

ولد في حي دمشقي شعبي عام 1928 وضمن منزل كان واحداً من مراكز العمل الوطني لطالما كان والده أحد أقطاب المناضلين السوريين ضد الانتداب الفرنسي.‏

بعدأن أنهى دراسته الثانوية في الكلية العلمية الوطنية بدمشق التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية ومن ثم تابع دراسته العليا في باريس ليعود منها إلى الوطن حاصلاً على شهادة الدكتوراه في الحقوق الدولية.‏

أغلب المهمات التي أسندت إليه تأسيسية فهو أحد مؤسسي إذاعة دمشق ووزارة الثقافة وكان المؤسس للتلفزيون ومديراً له.‏

أعاد تأسيس السفارة العربية السورية في واشنطن عندما اختير كأول سفير لسورية في الولايات المتحدة.‏

إلى جانب هذا له اهتمامات منها التصوير الضوئي وأيضاً الكتابة التي صدر عنها مؤلفات منها (دمشق نزار قباني) و( من أوراق العمر) و (كلام عبر الأيام)...‏

‏

الكتاب: رضا سعيد - مؤسس الجامعة السورية - المؤلف: صباح قباني - جداول للنشر والتوزيع - بيروت -2011‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية