تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في سورية ...أقدم بيت في التاريخ

كتب
الأربعاء 22-2-2012
فيصل خرتش

يورد الدكتور « جمال تموّم » في كتابه « الجذور التاريخية للحضارات المبكرة » بأن منطقة الشرق العربي القديم شهدت تحولات هامّة على درب التطور الحضاري ، فقد تواجد في هذه المنطقة إنسان العصر الحجري القديم الأدنى ، أي منذ حوالي 800 ألف سنة ،

وظهرت آثاره المتمثلة بالأدوات الحجرية في منطقة النهر الكبير الشمالي والعاصي ، وتأكد ذلك الاستيطان بالكشف عن جزء من جمجمة للإنسان الهوموراكتوس إثباتاً لاستيطان الإنسان القديم في منطقتنا.‏

كانت الثمرة الأولى هي الاستقرار والاستغناء عن الترحال والانتقال من أجل الطعام والشراب والمأوى وقد بنى الإنسان -لأول مرّة في التاريخ- منزلاً بجدران دائرية ، يستطيع أن يقيم به كل أيام السنة ، وتوصل إلى أن ينبت الحبوب بنفسه ، وقام بتربية الحيوانات للاستفادة من لحومها ومشتقاتها الأخرى ، وهذا ماسمّي بثورة العصر الحجري الحديث .‏

ثم قام باختراع الكتابة ، وإقامة المدن الكبيرة ذات الأسوار من أجل حمايتها من الغزو الأجنبي ، وسمّيت هذه المرحلة بالثورة المدنية .‏

كلّ ذلك قدّمه الدكتور جمال تمّوم بالوثيقة الأثرية والكشف الصريح ، برهاناً على التكامل والامتداد والترابط بين كل مراحل التاريخ البشري ، سواء تلك التي سبقت الكتابة الأولى ، أو التي لحقتها . وهي تشير إلى أنّ منطقة الشرق العربي القديم ، كانت المنطقة التي حصلت فيها التحولات الحضارية الكبرى .‏

لقد سبق الكتابة طور ممهّد لها ، استخدم الإنسان فيه رموزاً مصنوعة من الطين لتوصيف منتجات الزراعة من حبوب وفاكهة وزيوت وغير ذلك من الماشية المدجنة ، وذلك في عمليات التجارة وتبادل المنتجات . كما وجدت أنواع مختلفة من هذه الرموز في عدد من المواقع وما هذه الرموز إلا عبارة عن عمليات التسجيل ، وهي مرحلة سبقت الكتابة‏

إنّ التطور في مجتمع قروي بسيط إلى مجتمع مدني مركّب ، لم يكن مفاجئاً وإنما كان صعوداً تدريجياً متكاملاً ، وأحيطت المدن بسور وبجملة من التحصينات ، هذه المنشآت والأعمال الضخمة ، تحتاج إلى عدد كبير من العمال ، وبالتالي إلى سلطة مركزية التي تطورت فيما بعد لتصبح دولة . وهذا لم يتم إلا بواسطة السيطرة والقوّة ، وأقواها هي التي بسطت نفوذها على بقية المجموعات والقبائل لتشكل المملكة ، وأخيراً الإمبراطورية .‏

يركز الكتاب على دور سورية الحضاري فيما قدمته للبشرية من لقى أثرية وفخار وألواح طينية وبيوت ومعابد وقصور وأختام . هذه الحضارة ، أعتقد جازماً ، أنها لن تزول وستبقى من البحر إلى البادية ومن النهر إلى الجبل . وستظل دائماً شمسها تشرق من جديد .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية