إذاً.. لنر ماهو رأي بعض الأدباء والاعلاميين والمثقفين بدستور الجمهورية العربية السورية الجديد.. كيف قرؤوه.. وماهي ملاحظاتهم عليه ؟.
يلبي الطموحات
< بديع صقور - أديب وشاعر:
لاشك أن الدساتير والقوانين تتطور مع تطور المجتمعات والشعوب، ومشروع الدستور الجديد في سورية هو حالة طبيعية للسعي إلى تجديد بنود وقوانين ومواد الدستور القديم لأن ماهو صالح الآن قد لايكون صالحاً للمستقبل طبعاً إن بقي كما هو.
إن أي دولة تسعى للتطور ولتجديد حضورها في المجتمع الإنساني عليها أن تطور هذه النظم والقوانين والدساتير وبما يخدم مصلحة شعوبها فالحياة لاتتوقف لدى كائن بمفرده إنها حالة تتابع فما كان يصلح للذين سبقونا لم يعد يصلح لنا ذلك أن ماحدث من تطور في كافة مجالات الحياة وحتى القيم والأخلاق يدفع بنا للبحث عن قوانين ودساتير تخدم واقعنا المعاصر.
بعد قراءة سريعة للدستور الجديد أرى في بنوده بعض الهفوات التي كان على اللجنة التي أعدته والتي أعطيت وقتاً تجاوزها لكنه كمشروع حالي يلبي الطموحات المعاصرة لمجتمعنا بحيث إذا ماطبق يرعى على حقوق وحرية أبناء المجتمع لأن الدساتير بقدر ماتكون متماسكة ومعبرة عن الوجدان الجماهيري بقدر ماتكون حامية وحافظة لهذه الجماهير.
إذاً علينا أن نقرأ مشروع الدستور الجديد بتمعن وأن نناقش وألا نبتعد عن الإدلاء بدلونا في الاستفتاء عليه وإن كان هناك بعض الثغرات فبالحوار المستقبلي يمكننا أن نتجاوزها لكن إذا ماقارنا هذا الدستور بالقديم فمن المؤكد أنه تجاوز مواد كانت تمثل حالة من الجمود والابتعاد عن الواقع الذي تعيش ضمنه هذه الجماهير.
نتمنى أن يكون لهذا الدستور حضور يخدم مصلحة جماهيرنا لطالما وحدها المجتمعات المتطورة هي التي تسعى دائماً لتطوير علاقاتها من خلال دساتيرها وتجديدها وبما يخدم مصلحة الجماهير الكبرى.
أعود وأقول: ربما هناك ثغرات في الدستور لكن هذا لايفسد شيئاً لأن علينا أن نسعى دوماً لتطوير مواده من خلال الاطلاع والحوار والمتابعة وبهدف أن يكون للشعب السوري حضور بين الشعوب الأخرى هذا الشعب العريق الذي يمتلك حضارة وثقافة وقيماً هي الأعرق والأقدم بين حضارات الشرق لأنه حتماً يسبق الغرب ومجتمعاته بالحضارة الإنسانية الأولى.
أعتقد بأن لاشيء ينقصنا كي نكون جادين في صنع حضارتنا وفي قدرتنا على التجدد والتطور وبما يخدم مصلحة هذا الشعب الموغل في القدم حضارة وثقافة ولغة ووجداناً.
رغبة بالتطبيق
< محمد عيسى - شاعر وناشر:
برأيي، المشكلة ليست بالدستور كنص، لطالما حتى الدستور السابق كان جميلاً أيضاً.
المشكلة بالقائمين عليه وبقدرتهم على تطبيقه لاعلى إبقائه كسابقه حبراً على ورق..
أيضاً.. المشكلة بأن هذا الدستور حتى وإن كان من أرقى دساتير العالم يحتاج إلى آلية وإلى رغبة بالتطبيق والأهم إلى إعادة تفكيك مؤسسات السلطة وإعادة بنائها بما يتلاءم مع مفهوم الدولة العصرية.
يحمل قيماً جديدة
< ميادة إبراهيم - إعلامية:
رغم أنني لست ضد الدستور القديم لكن أجد أن الدستور الجديد يحمل قيماً جديدة ومنفتحة تهتم بالإنسان وتحفظ حقوقه وكرامته وهو يتناسب مع الواقع السوري ويتوازى مع المتغيرات العالمية التي تكفل حرية المواطن على أرضه.
أما أهم مالفت نظري في هذا الدستور فهو الاهتمام بالشباب هذه الطاقة التي سترسم سورية المتجددة والحضارية.
أيضاً اهتم بالأماكن السياحية والأثرية وكذلك الفعاليات التي تظهر إمكانيات الشباب وإبداعاتهم ومهاراتهم.
يضاف إلى هذا وسواه مما يرتقي وينصف كل أطياف المجتمع وفئاته الاهتمام بالتعليم والكوادر التدريسية التي على عاتقها تقع مسؤولية بناء الجيل الجديد.
حضاري وعصري
< محمود شعبان - إعلامي:
الدستور الجديد دستور حضاري وعصري يضاهي الدساتير المستخدمة في أوروبا وأميركا وهو لم يترك جانباً من جوانب الحياة إلا وأعطاه حقه وسواء فيما يتعلق بإتاحة الفرص أمام جميع أفراد الشعب في تأمين العمل والقضاء على البطالة أو فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل بشكل كامل وفي جميع النواحي.
أما القضاء، فقد أعطاه صفة الاستقلالية التي بإمكانها أن تنصف الناس بعيداً عن الرشوة والمحسوبية إضافة إلى صون الحريات بشكل كامل وبما يمنح المواطن حق التعبير عن رأيه وممارسة حقوقه وواجباته بعيداً عن أي ضغوط.
بالنسبة للتعددية السياسية فقد أعطى المجالس للتنافس بين جميع الأحزاب مثلما انتقاد كل ماهو سلبي في المجتمع وصولاً إلى منع البيروقراطية ومنع تسلط فئة معينة.
أيضاً اهتم بالاعلام وهو ما نترجى منه إطلاق العديد من القنوات الفضائية من أجل مواجهة الإعلام الخارجي وأصناف هيمنته وهذا من النقاط الهامة التي يجب أن يوليها مجلس الإعلام الأعلى أهمية كبرى.