وبالتالي يتوقع للمركز أن يزيد عدد الدارسين المتقدمين من القطاعين ومن الدول العربية والدول المجاورة وسينعكس بدوره على إدارة الخدمات الصحية وتحسين جودتها من خلال تدريب الكوادر القادرة على استلام إدارة المؤسسات والمشافي والمراكز الصحية وتطوير نظام تمويل الصحة والضمان الصحي وقسم اقتصاديات الصحة.
رؤية المركز
الدكتورة ريم الأخرس مديرة المركز قالت: نسعى من خلال التعاون مع كل القطاعات إلى تعزيز قطاع الصحة محلياً وفي دول الإقليم، وذلك بتعزيز الكفاءات المحلية والعربية القادرة على تحسين الوضع الصحي عبر قراءة واضحة للواقع والقدرة على وضع خطط استراتيجية بناءة تستند إلى معطيات البحوث العلمية والقيام بدراسات وأبحاث تطبيقية نوعية ونشر نتائجها وتطوير أنظمة وتقنيات الرعاية الصحية والمساعدة في نقلها وإدارتها بتقديم المساعدة التقنية المناسبة والخدمات الاستشارية مما يجعله مركزاً متميزاً على مستوى المنطقة.
ولا يقتصر التدريب في المركز على المستوى النظري وحسب بل يتم التعليم عن طريق الأداء والتطبيق والممارسة كما يعتمد أسلوب الدراسة على حل المشكلات التي في مجملها صحية ولها أولوية في القطاع الصحي كما يتوافر في المركز برامج تدريبية طويلة الأمد يتم منح شهادة اختصاص من وزارة الصحة وشهادة ماجستير مهني بالتعاون مع جامعة أخرى في اختصاصات المركز، أما التدريب قصير الأمد يتضمن دورات تدريبية نوعية بنفس الاختصاصات إضافة إلى دورات لرؤساء المشافي الجديدة في وزارة الصحة وسلسلة من الدورات الأخرى لموظفي الوزارة الذين هم على رأس عملهم، كما تقوم بالاستجابة لطلب مديريات الصحة في مجال الدورات التدريبية النوعية في اختصاصات المركز ووفقاً للحاجة.
وضمن برنامج تطوير وتحديث القطاع الصحي أصبح مركز الدراسات مركز امتياز من خلال الشراكة مع خبرات واسعة في التعاون الأكاديمي الدولي والمشاريع المهنية الأكاديمية وقد تم إيفاد مجموعة أطباء للحصول على شهادات عليا من الجامعات الدولية حيث يساهمون في تدريس طلبة الماجستير ويتوقع أن يساهموا في عملية التدريس بشكل أكبر في السنوات القادمة ولإتمام حاجة المركز من الكادر التدريسي.
وأضافت د. الأخرس: عملنا على إيفاد دفعة جديدة لنيل شهادة الدكتوراه وقام مركز الدراسات الاستراتيجية بانتقاء الهيئة الاكاديمية على قاعدة مؤهلاتهم وتدريبهم وتطويرهم مهنياً باستمرار للوصول إلى أعلى المستويات العالمية في اختصاصاتهم بالإضافة إلى تلقي منهجي لتحسين مهاراتهم كمدرسين ومدربين.
تأهيل 92 خريجاً
حيث بلغ عدد الخريجين في اختصاص ماجستير في الصحة العامة لغاية العام الماضي 33 خريجاً بينما في ماجستير إدارة النظم الصحية 25 خريجاً وفي ماجستير إدارة المشافي 23 خريجاً وأما عن ماجستير في اقتصاديات الصحة 11 خريجاً ليكون مجموع الخريجين حتى نهاية 2011 (92) خريجاً.
مع الإشارة إلى أن الدارسين في المركز هم من القطاع الحكومي والخاص ويتم التعاقد مع طلاب القطاع الخاص على أن يخدموا في وزارة الصحة ضعف مدة الدراسة وجميع الخريجين الآن ملزمون بخدمة الوزارة ضعف مدة دراستهم ويسعى المركز بالتعاون مع الوزارة للاستفادة من خبرات وقدرات الخريجين بوضعهم في المكان المناسب الذي يساعدهم على تطبيق ما تعلموه بشكل فعلي للنهوض بمستوى الخدمات في القطاع الصحي.
(4) تخصصات
يقدم المركز برامج ماجستير مهنية تستمر لسنتين في تطوير اختصاص الصحة العامة الذي يهدف إلى تهيئة الأطر الفنية العاملة في القطاع للعمل في مجالات الوقاية وتعزيز الصحة وخدمات الرعاية الأولية، والقيام بالبحوث والدراسات الصحية.
تطوير اختصاص إدارة النظم الصحية والمشافي الذي يهدف إلى تأهيل الأطر البشرية في مجالات إدارة المؤسسات والبرامج النوعية والقيام بالبحوث والدراسات الإدارية المتعلقة بها من أجل المساهمة في تطوير النظام وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.
وأحدث اختصاص اقتصادات الصحة بهدف بناء الكوادر العلمية القادرة على إجراء البحوث والدراسات في مجال الاقتصاد الصحي ليتم الاستخدام الأمثل للموارد المتوافرة ولضمان العدالة في تقديم وتوزيع الخدمات والعمل على إنجاح مردود الضمان الصحي.
إضافة إلى هذه التخصصات ستكون أهداف المركز إبراز - على المدى القصير والبعيد - أهمية تطوير ثقافة بحثية(البحث العلمي التطبيقي) الأمر الذي سيكون مجالاً جوهرياً في عمل المؤسسة المستقبلي لإجراء التحسينات في الصحة، وهناك وحدة الجودة التي ترسم استراتيجية ضمان الجودة في المركز وتعمل على تنفيذها في قطاعات ومؤسسات مماثلة والتي يمكن أن يخدمها المركز.
مبادرات مستقبلية
وحول المبادرات الاستراتيجية التي تغطي السنوات الخمس القادمة والحديث للدكتورة الأخرس نسعى إلى: متابعة تطوير البرامج البحثية ذات الطبيعة المتعددة والمتداخلة المجالات ذات الطبيعة التجديدية والمستجيبة للحاجات المستقبلية المتوقعة، الاستمرار في تحديد الأولويات ومتابعة مواضيع السياسات واتخاذ القرار.
زيادة التعاون البحثي بين مركز الدراسات الاستراتيجية والصحية والشركاء الآخرين من خلال الروابط الموجودة حالياً والمستقبلية في المجالات الأكاديمية المعرفية.
الاستمرار في تعزيز القدرات البحثية للموظفين الموجودين.
التخطيط للمجموعات البحثية مع ترك مجال للتطوير الاستراتيجي، والذي سيتركز حول مجالات عمل المركز الأساسية.
توظيف البحاثة المميزين في مجالات منتقاة.
إنشاء مسارات مهنية واضحة للاستمرار في جذب الموظفين الشباب ذوي الخبرات الجيدة إلى الخطط البحثية والمحافظة عليهم.
البقاء على أهمية المنح الفردية بحيث تقدم لعمليتي الرقابة والتدريس آخر التطورات في كل المجالات المرتبطة بإدارة النظم الصحية والصحة العامة واقتصادات الصحة والتمويل وسياساتها.
ولا نغفل أخيراً أنه تم تزويد مكتبة المركز بأكثر من 120 مرجعاً يضم معلومات حول الإدارة والصحة العامة ولاقتصادات الصحة الصحي كما تم الاشتراك بمساعدة منظمة الصحة العالمية بموقع(هيناري) الذي يمكن بواسطته مراجعة أكثر من أربعة آلاف دورية محلية وصحية ويسعى المركز إلى توسيع قاعدة بيانات المكتبة والاشتراك بمواقع إلكترونية أخرى.
دمج مركزين بمركز واحد
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة أحدثت سابقاً اختصاص الصحة العامة مدته سنة واحدة، يمنحه مركز سمي مدرسة الصحة العامة ثم أصبحت مدة الاختصاص فيه سنتين كما تم إحداث اختصاص إدارة النظم الصحية ومدته سنتان يمنحه مركز إدارة النظم الصحية وكان الاعتماد في التدريس في كل من الاختصاصيين السابقين على خبراء من منظمة الصحة العالمية بنسبة 60٪ وعلى مدربين وطنيين بنسبة 40٪ ولكن المناهج الدراسية اختلفت باختلاف الخبراء المدرسين دون وجود اعتماد ثابت لها وكانت بعض المواضيع الدراسية مكررة لأنهما كانا منفصلين إدارياً ولذا كان لابد من إعادة النظر بالوضع الإداري والتنظيمي للمركزين ومنها نشأت فكرة دمجهما معاً بمركز واحد هو مركز الدراسات الاستراتيجية الصحية الحالي ليحدث فيما بعد اختصاص اقتصادات الصحة ليكون الاختصاص المضاف للاختصاصات السابقة للمركز.