أما الآن فقد أصبح مرتعاً لكثير من عمليات الخطف والاغتصاب والتشويه والحرق والشنق وقطع الرؤوس... وأفعال أخرى يصعب على المرء تصورها. كلها تمت من قبل مجموعات إرهابية تلقت التمويل والتسليح والتدريب من الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
استطاعت روسيا والصين إجهاض ما بُيت في مجلس الأمن من قرار بحق سورية. لأن البلدين أصبحتا على يقين بأن تبني مثل هذا القرار من شأنه أن يمكن منظمة حلف شمال الأطلسي «بإعادة» السيناريو الليبي في سورية، حيث بدأت بوادر تلك المحاولات.
في يوم الجمعة الفائت عندما هز مدينة حلب السورية انفجاران ارهابيان استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام الأمر الذي أفضى إلى مصرع 30 شخصا وإصابة أكثر من 170 آخرين. ومن المؤكد أن هذين التفجيرين المتزامنين كانا من صنع وكالة الاستخبارات الأمريكية. وتعود تلك القناعة لدينا إلى ضخامة التفجيرين والطريقة التي نفذتا بها وخاصة بأن الجميع على علم تام بعدم توفر تلك الأنواع المتطورة من المتفجرات بيد الإرهابيين الذين يعملون في سورية.
إن الشعب السوري قد أصبح على علم وقناعة تامتين بأن قوى خارجية هي من يمول تلك الأعمال وتقوم بها بشكل مباشر أو غير مباشر لذلك نزلت جماهيره إلى الشوارع للإعراب عن تأييدها للحكومة وعمت المسيرات المؤيدة سائر أرجاء البلاد لكن وسائل الإعلام الغربية أغفلتها وتجاهلتها بكاملها. وهذا ما يعطينا دليلا أن المؤامرة والمكائد تحاك ضد سورية وقد توفرت لدينا معلومات بأن ثمة عملاء كيميائيين بين الإرهابيين يخططون لعمليات إرهابية كبيرة أخرى.
ثمة إشاعات وأقاويل عن مجازر كبيرة تتم في سورية يلقى بها اللوم على القوات الحكومية، الهدف منها استدعاء كلاب الحرب الغربيين إلى سورية وثني روسيا عن دعوتها لإجراء الحوار واتباع الوسائل الدبلوماسية.
علينا جميعا أن نتكاتف كي لا نسمح لهذا السيناريو بالتنفيذ على أرض الواقع لاسيما وقد شهدنا في الأمس القريب ما جرى من رفع لعلم سورية القديم وتزامن ذلك مع التصويت على قرار مجلس الأمن.
شاهد الشعب السوري الكثير من الأشخاص (الذين أعلنت بعض القنوات الفضائية عن موتهم) أحياء يمشون بالشوارع في اليوم التالي الأمر الذي يؤكد لنا بأن الارهابيين يتعاونون مع الإعلام الغربي لنشر تقارير كاذبة يتم الإعداد لها بخلفيات هوليودية تم تصنيعها في دول عربية بحيث تظهر القمع الشديد للمتظاهرين وتظهرها على أنها جرت في سورية.
بعد الفشل الذريع في الحصول على تأييد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإفساح المزيد من التدخل في سورية ثار الغضب والحنق والهستريا لدى الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي صرح أحد مسؤوليها بانفعال «يجب علينا تقديم الأسلحة إلى المعارضة». ولا شك بأن ما أصاب الغرب من حقد وحنق يعود إلى أن شيئا ما لم يتغير في سورية على الرغم من الأموال التي أغدقت والأسلحة والتدريب الذي قدم لأولئك الإرهابيين.
قال ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ بضرورة تزويد المجموعات المعارضة في الداخل السوري بالدعم العسكري واللوجستي، وإعدادهم وتدريبهم وتنظيم أنشطتهم مبررين أقوالهم تلك بدعوى الدفاع عن أنفسهم في وجه القوات النظامية دون أن يأخذوا باعتبارهم بأن ما يسمى «الجيش السوري الحر» ليس بحر ولا سوري بل هو مجموعة من الإرهابيين المجرمين الذين يقومون بعمليات إجرامية ضد القادة العسكريين والمدنيين السوريين. إذ بدأ نشاط الإرهابيين في سورية يظهر بالاعتداء على أقسام الشرطة، وإضرام النار في إطارات السيارات بهدف استقدام رجال الأمن والتمكن من إطلاق النار عليهم.
نتساءل هنا كيف يتعاطى الغرب في بلاده مع أعمال مماثلة؟ فقد شاهدناهم على شاشات التلفاز وهم يضربون المتظاهرين ويعذبونهم ويهينونهم على الرغم مما شهدناه من كونهم عزلاً من السلاح.
إن ما حدث في ليبيا بالأمس يحدث في سورية اليوم، وعلينا ألا نخدع ثانية بالقول أن القوات العسكرية النظامية تهاجم المدنيين السلميين العزل.
لقد كانت القيادة السورية على استعداد للدخول في حوار وإجراء عمليات الإصلاح لكن تلك الدعوة لم ترق للغرب أو لعملائهم الإرهابيين، حيث التمس الجميع الحجج التي تحول دون الدخول في أي مفاوضات مع الدولة.
نافلة القول، إن الغرب يراقب الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط ولديه اعتقاد بأن إسقاط النظام سيضعف إيران ويسهل سقوطها. وأود أن أذكر واقعا يقول بأن هنغاريا قد باعت إسرائيل طائرات من نوع ميغ 29 التي تمتلك إيران مثيلاتها، وعمدت إلى تغيير شاراتها بشارات إيرانية كي تعمل على استخدامها واتهام إيران بهذا التصرف الأمر الذي تجد به مبررا للهجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
يتعين على الغرب أن يعلم بأن أكاذيبه لم تعد تنطلي على المجتمع الغربي ونقول له دعوا الشعوب تشحذ الهمم للوقوف في وجه الإرهاب. وعليه الكف عن التحريض وتسليح الإرهابيين.
ظاهرة أخرى لجأ إليها الغرب وهي ما يسمى بـ«حقوق الإنسان» التي تلقى ترويجا لها من قبل الموساد والاستخبارات الأمريكية والمخابرات البريطانية الأمر الذي يستدعي منا الوقوف في وجه تلك التوجهات الباطلة.
بقلم:ليزا كاربوفا