تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبر فضائياتنا..علم وشهيد وقصيدة

فضائيات
الأربعاء 22-2-2012
سلوان حاتم

عبر فضائياتنا الوطنية.. وفي كل يوم نرى مشهد البطولة والفخار.. عبر فضائياتنا الوطنية نرى الجنة توهب لأصحاب البطولات والانتماء.. عبر فضائياتنا الوطنية نرى كيف روى دم الشهيد تراب أرضه الغالية, وكيف عطّر أنفاس السماء برائحة الفداء الزكية.

في كل يوم وفي كل مكان يتواصل عشق الوطن ويبقى الشيء الأغلى على قلوبنا, الذي لا يرتفع سعره ويهبط حسبما تريد عباءات و قلنسوات ومشاريع الغرب تجاهه, فالوطن قيمة لا يقل ثمنها ولا يرتفع لأنها الأعلى ومن يساوم على حب الوطن فعن أي وطن يتحدث؟, سورية التي نراها على شاشات العالم أجمع والتي هي حكاية الزمان والمنزل الأبدي للحضارة لا يوجد أغلى ولا أجمل من حبات ترابها ولا أمتن من صلابة صخرها الذي نستمد منه نحن البشر صلابتنا في حبها والدفاع عن طهر أرضها.‏

سورية اليوم تتصدر شاشات التلفزة العالمية وإن اختلفت الصورة التي تُنقل.. وإن كان الهدف تشويه حضارة هي الأولى في التاريخ.. ولو استعملوا ما استعملوا في تزييف الصورة عنا إلا أنهم لن يتمكنوا من تزييف الحقيقة.. ولا من إقناع المجتمع الدولي أن في بلادنا كرها لا نراه إلا عبر شاشات العباءات وشاشات النفط والدولار.. شاشات نسيت أو تناست فلسطين وما حدث في العراق .. شاشات بأحدث المعدات وأحدث المعدين المدربين والممولين بما شاؤوا من أموال كي يزيفوا الصورة.. نراهم يتساقطون أمام شاشات وطنية كل ما تملكه هو حب الوطن.. معداتها الحقيقة.. ومعدوها رضعوا من طهر بلادنا الوفاء.. تربوا على حب الوطن فكبروا على الايمان بقدسيته.. نعم لانملك ما يملكون من أدوات ولكنهم يتعامون عن الحقيقة التي نعرفها وإياهم وعن سابق قصد وإصرار .‏

عبر فضائياتنا الوطنية.. نرى علم بلادنا يكفن جسد الشهداء.. يلمع.. ويرفرف في أعلى السماء.. يخبرنا أن له قصة انتماء.. قصة عروبة وفخر واعتزاز.. قد لا يعلمون معناها أو قد أعمت حقول النفط أعينهم عن معناها.. وقد يكون لإحدى الأضلاع هدف محدد في تغييب معناه أو محاولة محو القصيدة التي استمددنا منها ألوان علمنا.. لكننا سنذكرهم بأنها مستوحاة من بيت شعر لصفي الدين الحلي يقول فيه .‏

بيض صنائعنا سود وقائعنا‏

خضر مرابعنا حمر مواضينا‏

فمن ليس له ماض ومن ليس له تاريخ.. يحاول إزالة الماضي من ألوان علمنا.. أي إن ماضينا البطولي لا يريدون تذكيرهم به فماذا يريدون أن يطمسوا؟، قد يعلم الجميع البيت الذي استمد منه لون العلم ولكن سنذكرهم ببعض أبيات ذات القصيدة لصفي الدين الحلي لأنه قال فيها :‏

سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا‏

واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا‏

وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ‏

في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا‏

وللدّماءِ على أثوابِنا علَقٌ‏

بنَشرِهِ عن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا‏

إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً‏

أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يؤذينا‏

تدافعُ القدرَ المحتومَ همّتُنا، عنّا‏

ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لو شينا‏

فهل علمتم أي ماض يريدون محوه من علمنا؟ وخاصة تلك البلاد التي لا يوجد في أعلامها لون أحمر.. أو وجد ولا يريدون التذكير بما فعلوه في بلادنا في الماضي.‏

عبر فضائياتنا الوطنية.. نستمد القوة والشجاعة ونحن نزف وأهل الشهداء أبطالنا على وقع لحني الشهيد ووداعه.. ونسمع صرخة أم غاصت في دموع أبت أن تخرج لأنها وإن فقدت ابنها إلا أن عزاءها أنه ذهب ليحمي الوطن.. أنه سقى بدمه تربة البلاد.. لأنها تعلم ان الأرض التي رويت بدمه ستنبت أجيالا مقاومة وأبطالا ميامين.. وبأن وطناً أنجب هؤلاء الأبطال يستحق أن نفتديه بكل ما نملك.‏

عبر فضائياتنا.. رأينا ملاحم البطولة وعظماء المجد وسنرى عبر الفضائيات جميعها بإذن الله وحكمة قائدنا وشجاعة أبطالنا كيف سنخرج من هذه الأزمة أقوى مما كنا ,متلاحمين أكثر مما كنا, أصحاب حق اكثر مما عرفنا, أوفياء لتراب الوطن كما عهدنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية