تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


روسيا ترفض المشاركة بـ لقاء تونــــس: لا يمثل مصالح القسم الأكبر من السوريين.. يدعم أحد أطراف النزاع ضدّ طرف آخر

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الأربعاء 22-2-2012
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش أن لدى بلاده الكثير من التساؤلات حول ما يسمى لقاء اصدقاء سورية المزمع عقده في تونس في الرابع والعشرين

من الشهر الجاري وانها لا ترى امكانية للمشاركة فيه موضحا ان الامر يتعلق بعدم وضوح مغزى هذا اللقاء ولانه لا يسهم في البدء بحوار وطني لايجاد سبل لتجاوز الازمة في سورية.‏

وقال لوكاشيفتش في تصريح له أمس ان لدى روسيا الكثير من التساؤلات حول هذا اللقاء الذي دعيت اليه بعض مجموعات المعارضة في سورية دون ممثلي الحكومة ما يعني عدم تمثيل مصالح القسم الاكبر من السوريين الذين يؤيدون سلطات بلادهم.‏

واضاف ان روسيا تلقت دعوة إلى حضور هذا اللقاء ولكن تنشأ لدينا اسئلة اكثر من الاجوبة المفهومة بخصوصه ولذلك لا ترى موسكو امكانية للمشاركة فيه.‏

وأضاف لوكاشيفتش ان من المشكوك فيه ان يساعد هذا اللقاء على البدء بحوار سوري وطني عام كما يدعي منظموه منبها إلى ان هذا اللقاء يستهدف تشكيل تحالف دولي لدعم احد اطراف النزاع في سورية ضد طرف اخر على غرار اقامة مجموعة الاتصال بشأن ليبيا.‏

وكشف لوكاشيفتش عن معلومات تشير إلى ان مجموعة صغيرة من الدول تعمل على وضع الوثيقة الختامية للقاء دون اطلاع المدعوين الاخرين الذين سيدعونهم بكل بساطة إلى التوقيع عليها فقط ما يثير اسئلة جدية بخصوص هذه الوثيقة.‏

وجدد المتحدث باسم الخارجية الروسية دعوة بلاده للولايات المتحدة واوروبا والمنطقة إلى توحيد جهودها من اجل اجراء حوار بين ممثلي السلطة والمعارضة في سورية دون شروط مسبقة ودفعهم إلى تنسيق مواقف مشتركة لتنفيذ الاصلاحات الناضجة والى أن يعمل جميع اعضاء الاسرة الدولية كأصدقاء للشعب السوري برمته وليس لقسم واحد منه فقط.‏

وشدد على أنه يجب لتحقيق ذلك ضرورة التوصل إلى التزامات ملموسة ترتبط بالحالة الواقعية للكف عن استخدام القوة مهما يكن مصدرها وليس من طرف واحد فقط مؤكدا ان تحقيق هذا الامر يشكل اولوية ضرورية اذا كان المقصود هو الحرص على امن المدنيين.‏

.. وترفض قرارت الجامعة:‏

متناقضة ومثيرة للاستغراب وللاستهجان‏

من جهته أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة أن الجامعة العربية اتخذت قرارات تثير الاستغراب والاستهجان بتوجهها إلى الجمعية العامة للامم المتحدة ورفضها استمرار عمل بعثة المراقبين العرب ودعوتها لقطع العلاقات مع سورية واصفا هذه القرارات بانها كانت متناقضة جدا ما دعا روسيا لرفضها.‏

وقال تشوركين في مقابلة مع قناة التلفزة الروسية روسيا 24 الليلة قبل الماضية ان الجامعة العربية عمدت بعد خمسة ايام من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق والتي اطلع خلالها على برنامج كامل للاصلاح وبعدما تبين لها ان هذا البرنامج واقعي تماما وقابل للتنفيذ إلى اتخاذ قرارات تثير الاستغراب والاستهجان اذ رفضت استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سورية وتقدمت باقتراح للقيام بعملية مشتركة لحفظ السلام مع منظمة الامم المتحدة ودعت إلى قطع جميع العلاقات مع دمشق.‏

واوضح تشوركين أن لافروف حمل معه إثر زيارته لدمشق في السابع من شباط الجاري برنامجا متكاملا لحل الازمة في سورية بما في ذلك موافقة الرئيس بشار الأسد على استمرار بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في جميع أنحاء سورية وجميع النقاط الساخنة فيها وكذلك استعداد الحكومة السورية لتكليف نائب الرئيس فاروق الشرع بالصلاحيات اللازمة لاجراء حوار شامل مع المعارضة وهذا ما طالبت به الجامعة العربية وأيضا تسريع الاصلاحات وهذا ما نراه يتحقق حاليا حيث سيجري في 26 شباط الحالي استفتاء عام على دستور جديد و أنه عندما تبين أن هذه الاستراتيجية كانت واقعية تماما وقابلة للتنفيذ عمدت جامعة الدول العربية في الثاني عشر من شباط الجاري إلى اتخاذ قرارات متناقضة.‏

ورفض تشوركين الرأي القائل ان روسيا قد تفقد مواقعها في العالم العربي بسبب موقفها ازاء سورية معربا عن الاسف لان مواقف روسيا المبدئية الحازمة بهذا الصدد تثير حساسيات لدى بعض الدول العربية ومماليك الخليج العربية التي تلعب حاليا دورا مهيمنا في جامعة الدول العربية مؤكدا أن هذا الامر سيكون فترة عابرة وأن جهود روسيا لتسوية الازمة في سورية ستجد التقدير الذي تستحقه وستعود الامور إلى مجاريها بعد هذه الفترة المظلمة في العالم العربي وستعود روسيا إلى لعب دورها في هذه المنطقة المهمة.‏

واعتبر تشوركين ان الكلام لا يدور في الامم المتحدة حاليا عن ارسال قوات سلام مشتركة مع الجامعة العربية إلى سورية بل من الممكن التكلم عن خطوات ملموسة لحل المسائل الانسانية حيث سمحت دمشق قبل أيام لمنظمة الصليب الاحمر الدولية بايصال مساعدات انسانية إلى بعض مناطق البلاد ولذا فان روسيا قد تتقدم خلال الايام القادمة باقتراحات ملموسة في مجلس الامن بهذا الخصوص.‏

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة: اننا ننطلق من وجوب الحيلولة دون تصعيد النزاع وزيادة اراقة الدماء وهذا أمر ضروري للشعب السوري نفسه وكذلك للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة لان ازدياد احتدام الوضع يسفر عن عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها ونحن نرى الوضع معقدا جدا ولذا ندعو إلى اجراء حوار سياسي لوقف اراقة الدماء وفتح الطريق أمام تنفيذ اصلاحات أساسية.‏

واستبعد تشوركين قيام الغرب أو بلدان عربية بتدخل مسلح في سورية وقال ان الاحتمال الارجح خلال المستقبل القريب هو ازدياد الضغط العسكري والسياسي على دمشق ليس بصورة تدخل عسكري من قبل حلف الناتو بل بواسطة تسليح المعارضين وتشديد العقوبات الاقتصادية وهذا ما يريدون اتخاذ قرار بشأنه خلال ما يسمى لقاء مجموعة أصدقاء سورية في تونس في 24 من شباط الجاري حيث تمت دعوة المعارضة السورية إلى هذا اللقاء دون دعوة ممثلي الحكومة اليه.‏

وحذر تشوركين من العواقب الوخيمة التي قد يسفر عنها هجوم مباشر ضد سورية اذا أقرت ذلك البلدان الغربية وممالك الخليج العربية مؤكدا أنه اذا تم تنفيذ هذا السيناريو فسيجري حتما المزيد من اراقة الدماء وحدوث نزاع أهلي واسع النطاق وربما تقويض سورية بكل ما ينجم عن ذلك من عواقب اقليمية وخيمة سواء للعراق أو لبنان وحتى لبلدان تقع خارج حدود المنطقة أيضا.‏

وأعرب تشوركين عن الامل في أن يدرك الغرب أن تطور الاحداث على هذا النحو محفوف بعواقب مهلكة ولذا يجب ابقاء الباب مفتوحا أمام تحركات سياسية تستخدمها روسيا والقيادة السورية أيضا لمتابعة الاصلاحات السياسية في البلاد وعدم الاقتصار على الاستفتاء العام على مشروع الدستور فقط مرحبا بموافقة دمشق على ايفاد ممثليها إلى موسكو للمشاركة في حوار مع المعارضة.‏

وأكد تشوركين أن الباب لم يغلق بعد أمام الجهود السياسية داعيا إلى استمرار هذه الجهود لايجاد تسوية سياسية للوضع بما يخدم مصالح الشعب السوري بأسره.‏

وأعرب تشوركين عن الامل في أن يدرك الغرب العواقب المأساوية لتقويض الوضع في الشرق الاوسط ويمتنع عن القيام بأي مغامرات ضد سورية وايران من شأنها أن تزيد من حدة الازمة المالية في أمريكا ومنطقة اليورو مشيرا إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما تنتظره حملة انتخابية صعبة.‏

بوشكوف يؤكد ثبات الموقفين‏

الروســــي والصيني حيــــــال سورية‏

بدوره اكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف أن موسكو وبكين متمسكتان بموقفهما المبدئي الذي عبرتا عنه أثناء التصويت حول القرار الاخير بشأن سورية في مجلس الامن الدولي.‏

وقال بوشكوف في مقابلة مع قناة روسيا أمس.. لست أدري حتى الان أي عوامل قد تدفع بكين وموسكو الى تغيير موقفهما المبدئي المعبر عنه أثناء التصويت حول القرار الاخير بشأن سورية اذ شدد الجانبان الروسي والصيني على ضرورة وقف العنف من قبل طرفي النزاع مشيرا الى ان تصريح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حول تغيير في موقفي روسيا والصين يعود لضميره وحده.‏

غاتيلوف : ندعم جهود الصليب الأحمر‏

بإيصال مســـــاعدات إنســـــانية إلى ســـورية‏

وفي سياق متصل أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن روسيا تدعم جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر من أجل ايصال مساعدات انسانية الى سورية.‏

وقال غاتيلوف في تصريح له:ان جهود الصليب الاحمر لايصال مساعدة انسانية الى سورية تصب في مجرى مبادرتنا لارسال ممثل خاص للامم المتحدة الى هناك أيضا.‏

وكان فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة قال أمس: ان روسيا بصدد طرح اقتراح لمجلس الامن الدولي حول تقديم المساعدات الانسانية الى السوريين.‏

من جانب آخر جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين الموقف الروسي الداعم للاستقرار وضرورة المضي في الاصلاحات السياسية في الدول العربية.‏

ودعا زاسبيكين في تصريح خلال لقائه أمس وزير الدولة اللبناني مروان خير الدين إلى الحوار البناء بين الاطراف المعنية في هذه الدول للوصول إلى نتائج مرضية.‏

وأكد زاسبيكين في تصريح له بعد اللقاء وزير خارجية لبنان..ان روسيا تواصل الدعوة الى توحيد الجهود لترتيب الحوار بين المعارضة والسلطات الرسمية في سورية دون شروط مسبقة وتشجيع الجانبين على ايجاد الاساليب المناسبة لاجراء الاصلاحات في البلاد.‏

وقال زاسبيكين:ان روسيا تؤكد ضرورة وقف العنف في سورية بغض النظر عن مصدره وعلى أساس الالتزامات المتبادلة مشيرا الى أن وقف العنف يفسح المجال لتوريد المساعدات الانسانية.‏

وفيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور الجديد المقرر اجراؤه في سورية الاحد القادم قال زاسبيكين:ان هذا الاستفتاء جزء من الاصلاحات ويجب اجراؤه ومتابعته حيث أن المراقبة على هذا الاستفتاء أو الانتخابات أمر طبيعي وبعد الانتهاء من هذه العملية سيتم تقييم الوضع.‏

لافروف يبحث مع رئيس اللجنة‏

المالية في الشيوخ الأميركي الوضع في سورية‏

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه أمس مع ماكس بوكوس رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الامريكي العديد من المسائل الدولية الملحة ومنها الوضع المحيط بايران وسورية.‏

وذكرت وزارة الخارجية الروسية: ان لافروف بحث خلال لقائه بوكوس قضايا توطيد علاقات التجارة والاستثمارات بين موسكو وواشنطن على ضوء انتساب روسيا الى منظمة التجارة العالمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية