تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشعب المبدع الذي كسر الإرهاب

طلبة وجامعات
22 / 2 / 2012م
لا يكسر الإرهاب الا الشعب المبدع..عبارة تختصر ما قام به الشعب السوري في مواجهة التحدي الذي يتعرض له منذ 11 شهرا حيث أحبط السوريون حتى الآن جميع مخططات أعدائهم للنيل من وطنيتهم

سواء تلك التي راهنت على الزمن أو التهويل والتضليل الإعلامي وشراء الضمائر وتصنيع الأحداث في غرف المخابرات الدولية أو تلك التي قامت على التهديد والقتل وتوريد السلاح وحامليه وتشجيع التطرف بكل أشكاله لاغتيال الوطن السوري.‏‏

وبحسب متابعين للشأن السوري فإن السوريين طوال 11 شهرا حاربوا على عدة جبهات وأحرزوا تقدما فيها جميعا واسقطوا مؤامرة ثلاثية الأبعاد داخليا وإقليميا ودوليا تستهدف نسف نقاط الارتكاز الرئيسية للمجتمع السوري والمتمثلة بدعم المقاومة والتمسك بالوحدة الوطنية وتبني النهج المدني للدولة والتمسك بالقانون والمواطنة واللجوء إلى الأطر الدستورية في العبور لأي تغيير.‏‏

وباتت عبارة..هنا سورية.. العنوان الأبرز لمرحلة مخاض تاريخي عسير يشهده العالم الذي بات ينتظر من سورية مولودا حضاريا جديدا ستسميه الشعوب لتقبله مكرهة مواخير السياسة الدولية وزبانيتها في منطقتنا العربية الذين يتمنون أن ينسى هذا المولود الحضاري أصله ليعيش بلا نسب كحالتهم.‏‏

وأمام الحجم الهائل للتحريض السياسي الذي لبس لبوسا مدنيا وقدم مضمونا طائفيا وعقائديا كان لتمسك السوريين بوحدتهم الوطنية الكلمة الفصل على هذا الصعيد إذ شكل الاعتدال السوري الذي قاده رجال الدين من كل الأطياف رسالة للعالم بان الوحدة السورية هي وحدة حضارية مستمدة من كون هذه الأرض أخرجت الأنبياء جميعا ولم تكن يوما لدين واحد أو عقيدة واحدة بل كانت فقط لإله واحد.‏‏

ويعلم السوريون ان معركتهم اليوم هي معركة الفكر المقاوم فإما أن يبقى أو يفنى والرهان عليهم وعلى عاصمتهم الأقدم في التاريخ والأعرق في الحضارة التي احتضنت المقاومات العربية والفكر النير واحبطت دعوات مجلس اسطنبول واسياده ومموليه للتخلي عن المقاومة وكسر إرادة الشعب العربي السوري اذ ان ما أعلنه السوريون من دمشق وشقيقاتها حفيدات ايبلا وماري واوغاريت وبصرى وتدمر وما قاموا به حتى اليوم وما قدموه من تضحيات يجعل منهم الاجدر بأبوة المولود الحضاري الجديد وتسميته كما يحبون.‏‏

ويرى مختصون في علم النفس الاجتماعي أن الحالة السورية بدت متفردة منذ اللحظة الاولى مستمدة ذلك من الخصوصية التي يتمتع بها الشعب السوري الذي لم يخدع بما سوق له من سلع كاسدة إذ أنه بحسه الحضاري حدد هوية المنتج الجديد وعرف انه فاسد ولا يصلح للاستهلاك انطلاقا من قاعدة بسيطة يعرفها كل سوري تقول.. فاقد الشيء لا يعطيه..فكيف للحرية وللديمقراطية أن تنطلقا ممن لم يعرفوها وكيف لحقوق الانسان ان تمر عبر الناتو.. بهذه البساطة حدد الشعب السوري مصدر السلعة ومواصفاتها القياسية المشكوك بها وقال إنها لا تناسبه.‏‏

وفي جبهة اخرى وعلى وقع طبول الحرب الاقتصادية التي قادها الغرب الاستعماري ضد سورية وانخرطت فيها انظمة الجامعة العربية شد السوريون احزمتهم وحزموا امرهم وبدأت حملات دعم الليرة حتى غصت المصارف الوطنية بهم وهم يحملون رافعين شعار ستبقى مصارفنا عامرة وستبقى الليرة السورية عنوانا اقتصاديا وطنيا.‏‏

ومع تقدم المؤامرة على الوطن وتصاعد فصولها وارتفاع كلفتها البشرية من دماء السوريين كانت دماء الاحياء تتدفق إلى بنوك الدم حتى اضطرت الجهات المعنية أن تشكر المواطنين على نبلهم وتعتذر منهم لان مخابرها لم تعد تتسع لمزيد من الدماء التي تدفقت فيما بعد داخل شرايين الجرحى من أبناء الجيش العربي السوري والمواطنين المدنيين الذي رووا بدمائهم تراب الوطن.‏‏

ولم تكد تمر على الأزمة أسابيع حتى غدت الساحات بيوتا والبيوت ساحات فالملايين التي أدركت بحسها الوطني أن الوطن هو المستهدف قدمت صورة ناصعة لشعب حضاري يعلم ان الكرامة والوطن صنوان فتحولت ساحات وشوارع المدن السورية إلى ملتقى لها تبوح عبره بما يعتمر في قلوبها من عشق لسورية وتشد من ازر جيش الوطن وتردد نشيده الوطني وتشكل اسرة كبيرة لأبناء الشهداء يتعزون بها عمن فقدوا في أسرهم الصغيرة.‏‏

وكان للعلم السوري قصته المتفردة عندما وجد لنفسه مكانا أعز وارفع من السواري وباتت القلوب مكانه والرؤوس سواريه وأصبح سوارا للمعصم ومعطفا يقي البرد والحر وجوهرة نادرة لا تباع ولا تشترى، وتسابق السوريون لتزيين هاماتهم وساحاتهم وبيوتهم به وأصبحت مسيرات العلم وأهازيجه فلكلورا سورياً أصيلا.‏‏

ويبقى الفصل الأروع في ملحمة الشعب السوري صموده وتحديه للخراب الذي خلفته التفجيرات الإرهابية في دمشق وحلب والاغتيالات التي نفذتها المجموعات الإرهابية بحق الخبرات والعقول الوطنية وإصراره على تعويض الخسارة ومواصلة المسيرة حتى غدت مواقع التفجيرات والجامعات والمدارس جبهات حامية يعلن منها السوريون أنهم باقون وأن العلم والرقي سيبقيان منهاجهم ولن تستطيع قوة أن تجرهم إلى رد فعل خائف او تدفعهم للتخلي عن حضارتهم والتحصن بالتخلف الذي يحتمي به أعداء سورية.‏‏

ويرى متابعون للشأن السوري أنه كلما مضى فصل من فصول المؤامرة على سورية يمضي السوريون أشد عزيمة ووحدة وتراصا وتجاوبا مع السياسة التي رسمتها القيادة القائمة على مواصلة الإصلاح والتمسك بالحوار من جهة وحفظ سلطة القانون والتصدي للإرهاب من جهة اخرى ليؤكدوا حقيقة تاريخية مفادها أن العمق الحضاري والثقافي سيبقى العامل الحاسم في صياغة المفردات الجديدة وصناعة التاريخ.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية