وكم تأسفت عندما علمت أنه بناء المعهد التقاني للصناعات النسيجية، وتعجبت كيف يتجرأ الطلبة على الجلوس ضمن قاعاته ذات الجدران التي رسمت فيها التشققات لوحات ولا بالخيال !!
وتشير المعلومات التي زودنا بها زملاؤنا بالوحدة الإعلامية بفرع معاهد دمشق أن تاريخ إنشاء المعهد وإحداثه يعود لعام /1975/ أي عمره حوالي الأربعين عاماً ولم يطرأ عليه خلالها أي تطوير سوى طلاء خارجي كلسي من ”قفا اليد“.
المعهد بوضعه المأساوي الحالي يفتقر لأبسط متطلبات العملية التدريسية، فقاعاته التي “يعشش“العنكبوت في زواياها باردة شتاءً وحارة صيفاً، ومع ذلك يجبر الطلبة على السجن بداخلها، نظراً لعدم وجود فسحة (باحة) ليلتقطوا أنفاسهم عقب كل محاضرة.
حماماته بؤرة للأمراض، فهي لا تصلح للاستخدام، لكن «مجبر أخاك لا بطل » يعلق أحد الطلبة على هذا الوضع «المقرف ».
أما عن الحواسيب فهي من الجيل الأول ولم تعد تلبي حاجة الطلبة، فهي لا تعمل إلا بالضرب وإن أقلعت، عليك أن تتعود على سرعتها « أبطأ من السلحفاة » ولا تتوقف المعاناة والمشكلات عند هذا الحد، فهناك تشدد بالدوام ولا رحمة ولا شفقة في ذلك، وما يزيد الطين بلة هو بطالة الخريجين، ففرص العمل أمامهم منكمشة إلى حد خرم الإبرة، وعلى ذمة الطلبة يتم سنوياً استيعاب حوالي العشرين من الخريجين من أصل 150 !!
هي بلا شك نسبة ضئيلة ولا تسد ”الرمق“على حد قول أحد الطلبة، فإلى متى تبقى أحوال هذا المعهد هكذا ؟هل يعجب هذا الوضع الجهة المعنية به ؟هل عجزت يا ترى عن تجديد شبابه بنقله إلى بناء جديد وتجهيزه بمستلزمات الدراسة التي تليق بالطلبة ؟
هذه الأسئلة نضعها على طاولة المعنيين، ونطالب بمحاسبة ومساءلة كل متقاعس ومستهتر، فعجلة الإصلاح دارت ولا نريد لها أن تتوقف.