تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يتواجه حلفاء الإرهاب

متابعات سياسية
الثلاثاء20-1-2015
ترجمة: مها محفوض محمد

أمر مثير للسخرية أن يتهم حليف للإرهاب إرهابيا آخر بالنفاق من خلال مشاركته في مسيرة تناهض الإرهاب و تدافع عن حرية التعبير في باريس الأسبوع الماضي حيث تساءل رجب طيب أردوغان بأي حق يشارك نتنياهو بهذه المسيرة و هو يمارس إرهاب دولة حيث قتل حوالي ٢٧٠٠ شخص بريء في آخر هجوم إسرائيلي على غزة لتشتد الحرب الكلامية بين قادة تركيا وقادة الصهاينة.

لكن يبدو أن الحليف المطلق لداعش قد نسي نفسه و تجاهل أنه جعل من بلده أكبر حاضن للإرهاب فهو من يدرب الإرهابيين من مختلف الدول في بلده و يرسلهم إلى سورية و لم تكن مشاركة تركيا في المسيرة ممثلة بأحمد داوود أوغلو إلا مثار انتقاد أيضا خاصة في الأوساط التركية ذاتها ذلك لأن أردوغان هو من يقف في وجه حرية التعبير و يضيق الخناق على الصحافة و الصحفيين حيث سجن الكثير منهم فكيف تبدو التظاهرة ضد الإرهاب و أغلب قادتها إرهابيون ؟‏

إن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تنجح إلا إذا تحلى قادتها بالأخلاق و نتنياهو ليس إلا خادما عند أردوغان بالنسبة لهذا الموضوع بعد أن رأينا ما فعله تجاه سورية خلال السنوات الأربعة الماضية فأي نفاق و أي كذب يرينا إياه ؟ لقد دفع بسورية الجارة و الصديقة إلى النار و الدم حيث جعل من تركيا مركزا لتدريب آلاف الإرهابيين المرتزقة الذين يتدفقون إلى سورية دون أي رادع لكن سورية التي خسرت مئات الآلاف من الضحايا قاومت و صمدت و سيدفع أردوغان الثمن قريبا فالحرب لم تنته بعد ً.‏

إن أردوغان هو أحمق سياسة يتصرف كخليفة عثماني مقيت فهو و النازية الصهيونية من فصيل واحد ولا بد هنا من استذكار شعار الصهيونية النازية الذي هو شعار الموساد ذاته : « عن طريق الخداع سوف نربح الحرب» و ليس ذلك فقط بل أيضا عن طريق الكذب والخيانة و التشنيع و الافتراء و المكر ٠‏

كل ذلك مكتوب و بالتفاصيل في كتاب لاقى رواجا كبيرا في أنحاء العالم و حقق مبيعات هائلة يحمل العنوان ذاته « بالخداع نربح الحرب « كشعار لإسرائيل و الصهيونية وهو للعميل السابق للموساد فيكتور أوستروفسكي.‏

هذه الصفات ذاتها نجدها عند أردوغان من الخداع و المكر و الكذب أيضا من قلة الشرف والوفاء عنده لكي يتوافق مع الوسائل التي يستخدمها للوصول إلى أهدافه و في السياسة التي ينتهجها أردوغان لا يوجد مزاج عقلاني بل سمسرة قذرة فأردوغان يريد تقمص شخصية إمبراطور عثماني كالذين مروا من أجداده على تلك الإمبراطورية التي دمرت الحضارة العربية و الإسلامية بل حرّفت الإسلام و حكمت الشعوب التي احتلت بلدانها بشكل استبدادي فظيع مارست فيه أشكالا من القتل و المذابح بطريقة بربرية و عمليات ابتزاز مرعبة فساهمت بشكل أساسي في تخلف تلك الشعوب حيث كان الجيش العثماني الذي تشكل في أساسه من جيش انكشاري كان يقتلع الشبان الصغار من أهليهم بالقوة في البلدان المستعمرة ثم يقومون بتدريبهم على الطريقة العثمانية بحيث ينفصل هؤلاء عن جذورهم و يصبحوا دمويين.‏

اليوم و ها نحن نرى الظلم و الأذى الذي لحق بسورية من تركيا أردوغان و بنظرة شاملة للأسف نجد أن الأخلاق و الإنسانية لم يكن لها أي دور بل البروباغندا فقط لعبت دورها و في هذه الجيوستراتيجية و الوصول إلى السلطة عند أردوغان لم يكن هنالك أي اعتبارات أخلاقية إنما المصالح الشخصية فقط ٠‏

هؤلاء مجرمو المافيا السياسية كأردوغان و نتنياهو يجب أن يحاسبوا و أن تعلق لهم المشانق في الساحات العامة في العالم لأنهم السبب في إغراق العالم بالدم والنار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية