في الوقت الذي تصر فيه واشنطن على دعمها لمن تسميهم «المعارضة المعتدلة» في سورية لتؤكد الحقائق عدم وجود أي فوارق بينهم وبين تنظيم داعش الإرهابي الذي تزعم الإدارة الأميركية وحلفاؤها محاربته.
وبعد أن عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى دعم التنظيمات الإرهابية بدأ المسؤولون الأميركيون يستشعرون خطر ارتداد هذا الإرهاب عليهم حيث حذر جيه جونسون وزير الأمن القومي الأميركي من أن التهديدات الإرهابية التي تواجهها الولايات المتحدة بشكل خاص والعالم بشكل عام تطورت بشكل أكبر وأكثر تعقيداً عما كانت عليه قبل 13 عاماً حين كانت هناك هيكلة واضحة بالنسبة لتنظيم القاعدة وكانوا يرسلون عناصر لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأوضح جونسون أن الوضع الآن أكثر تعقيداً، والقيادة متفرقة، وعليه فإن تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة تستخدم شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أشخاص في موطنهم وحثهم على تبني التطرف.
وتثبت التقارير الاستخباراتية أن جزءاً كبيراً من المقاتلين في التنظيمات الإرهابية هم من دول أوروبا حيث أعلن أولدرجيخ مارتينو نائب مدير منظمة الشرطة الأوروبية يوروبول أن عدد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية يبلغ نحو30 ألفاً تقديرياً لافتاً إلى أن منظمة يوروبول لا تعرف العدد الدقيق للأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق.
كما كشف مارك راولي مساعد مفوض شرطة سكوتلاند يارد أن خطط الحكومة البريطانية لمحاربة إرهابيي داعش وكذلك الجماعات المسلحة في بريطانيا يجري تغييرها بعد أن أثبتت الهجمات التي جرت في باريس وراح ضحيتها 17 قتيلاً أنها تخالف كل التوقعات.
ونقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن راولي قوله: إن «ما يسمى الدولة الإسلامية لا يماثل أي تهديد آخر واجهته بريطانيا بسبب قدرة هذا التنظيم على تجنيد الأشخاص غير الأسوياء والمجرمين والمستضعفين من بريطانيا».
وحذر راولي من أن تنظيم داعش لا يشبه أي منظمة إرهابية تقليدية لأنه يخلق عقيدة فاسدة يمارسها أتباع هذا التنظيم.