تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. «التحالف» وإعادة البرمجة على الحاسوب الأميركي

صفحة أولى
الثلاثاء 10-2-2015
كتب ناصــــر منــــذر

انتقت الولايات المتحدة دولا بعينها للمشاركة في «التحالف الدولي» ضد «داعش»، واستثنت أخرى تحارب الإرهاب بشكل فعلي، ولذلك مقاصد وغايات، لعل في مقدمتها أن إدارة أوباما ليست في وارد القضاء على منتوجها الداعشي،

وإنما إعادة ضبطه وانفلاشه، بما يخدم مخططها العدواني في تقسيم المنطقة، وإعادة رسم خريطتها من جديد.‏

سلسلة الضربات الجوية الاستعراضية لطائرات «التحالف الدولي» ضد بعض المواقع لإرهابيي «داعش» بعد اخلائها بعلم مسبق، والتي فاقت الألفي غارة منذ بداية «العزم الصلب» بحسب الخارجية الأميركية ، لم يقتصر تأثيرها سوى على تدمير البنى التحتية والمنشآت الحكومية في سورية والعراق والتي حولها الإرهابيون إلى غرف عمليات لأعمالهم الإجرامية، وذلك كان على ما يبدو هدفا مرحليا لإدارة أوباما وحلفائها، تمهيدا لتدخل عسكري بري تعيد من خلاله الولايات المتحدة تثبيت أقدامها في المنطقة من البوابة العراقية، وهذا ما يؤكده كلام الجنرال جون آلن منسق «التحالف الأميركي» الذي قال بأن هجوما بريا واسعا سيبدأ قريبا في العراق ضد «داعش» باسناد من «قوات التحالف».‏

الجنرال آلن الذي يجول اليوم على أدوات «التحالف» وفي جعبته تعليمات وأدوار جديدة للمرحلة القادمة، التقى العاهل الأردني وفق ما أعلنه الديوان الملكي، الذي لم يذكر أي تفاصيل عن اللقاء، ربما تحاشيا لنشر الغسيل الوسخ لصاحب البلاط وأجهزة استخباراته، ولاسيما أن العديد من الأخبار والتقارير تفيد بأن النظام الأردني سيكون خيار واشنطن البديل عن نظام أردوغان لاستهداف الدولة السورية تحت ذريعة محاربة «داعش»، خاصة وأن الأراضي الأردنية تعج بغرف العمليات التي تديرها إلى جانب استخبارات الملك، الاستخبارات الصهيونية والسعودية والقطرية والفرنسية والبريطانية والتركية لقيادة الهجمات الإرهابية على الأراضي السورية.‏

النظام الأردني جزء من التحالف الأميركي، وفي الوقت نفسه يشرف على رعاية «جبهة النصرة» الإرهابية في جنوب سورية، ويجهد في إقامة المزيد من معسكرات تدريب الإرهابيين على أراضيه، واليوم ينفش ريشه على وقع التطبيل والتزمير والنفخ الإعلامي في القدرات التي تمتلكها قواته المسلحة، وربما صدق نفسه بأنه سيحقق لأميركا وحلفائها ما عجزوا عن تحقيقه طيلة حربهم الإرهابية ضد سورية، ولكنه سرعان ما سيستفيق على هول الصدمة من الشرك الذي تنصبه له الولايات المتحدة من خلال جرجرته للغوص أكثر في دعم الإرهاب تحت مسمى محاربة «داعش».‏

الدول التي انتقتها الولايات المتحدة، ويعمل الجنرال آلن على برمجة أنظمتها وفقا لحاسوب أوباما، غير معنية على الإطلاق بالقضاء على الإرهاب، وإنما الاستثمار فيه إلى أقصى حد ممكن، حيث من غير المعقول أن تقضي تلك الدول على أدوات إرهابية صنعتها بنفسها، لتكون عكازها في المنطقة والعالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية