تراثنا.. هويتنا
رؤيـة الثلاثاء10-2-2015 فاتن دعبول رغم إقرار مدير عام الآثار والمتاحف بأن 99% من القطع المتحفية هي بخير، فهذا لايعني أن نثلج الصدور ونستكين بأن تراثنا غير مهدد من قبل الحملات التكفيرية الارهابية، فالاحداث المؤلمة التي تشهدها سورية اودت إلى تخريب الكثير من الكنوز الأثرية التي تمثل عراقة و حضارة بلادنا وهي إذ تضر بها، إنما تضر بروح الشعب وهويته، ما يدعونا لبذل قصارى الجهود لايقاف هذا الاعتداء السافر على تراثنا الثقافي والإنساني، كما يتطلب الأمر تحركا دوليا لإكمال الجهود الوطنية واستنهاض المعنيين والمجتمع المحلي وشرائح الشعب كافة، فجميعهم معني بالحفاظ على تراثه وهويته وإرث أمجاده.
فسورية التي تجاوز تاريخها آلاف السنين وشكلت أقدم حضارات العالم وأبدعت في مجالات العمارة والفنون والعلوم، وانطلقت منها الديانات والموسيقا والكتابة وأقدم الشرائح وتأسست فيها ممالك ودول وسجلت في سفرها أكثر من 10 آلاف موقع أثري، ليس أولها في ايبلا وماري لتصل إلى معلولا ونواعير المياه على نهر العاصي وليس آخرها مملكة أوغاريت.
هذا التراث الهام أصابه كارثة ثقافية حقيقية خلال الأزمة رغم الجهود المبذولة لحمايته من العبث والتخريب والسرقة، ولكن ربما نحتاج إلى جهود أكبر على صعيد استنهاض الهمم وحملات التوعية وإشراك جميع الجهات والفعاليات المحلية والحكومية لانقاذ تراثنا الثقافي الهام حتى لانصحو بعد أن يكون قد «سبق السيف العذل».
|