واليوم ونحن نشهد أيام عيد الأضحى المبارك فإن هدايا المواطنين السوري كبيرة وتكبر باستمرار فقد جاد بالغالي والنفيس وغاية الجود هو الجود بالنفس، ولاأعتقد أن أحداً في هذا العالم المزيف والحقيقي قدّم كما قدّم الشعب العربي السوري من هدايا الوفاء والإخلاص والمحبة والتضحية بكل أشكالها وألوانها كرمى لعيون سورية الغالية فكان حماة الديار وسياج الوطن في المقدمة يغيثون الملهوف، ويحررون المخطوف ويحمون الأملاك العامة والخاصة ويتنقلون بين حقول الألغام التي نصبتها لهم عصابات الإجرام والإرهاب التي عاثت فساداً في أرجاء هذا الوطن، غير آبهين بالمصير المجهول طالما شعارهم الجيش للحرب والسلم والإعمار.
لذلك كان شهداء المؤسسة العسكرية والأمنية على مختلف مشاربهم هم القربان الأغلى مع كل صالح وشريف ووطني أحب الأرض والعرض وقاوم الفكر الإرهابي التكفيري الاقصائي الذي لايفهم إلا لغة السلاح والغدر والانتقام من أبناء جلدته وهذه حقيقة أثبتتها أفعالهم على الأرض والتي تقشعر لها الأبدان وتشمئز لها النفوس، ماجعل الجميع يلفظهم من بنيان المجتمع ويعرّي أثوابهم المقنعة بأطواق الدهاء والخداع والغش، إلا أن عيون الجماهير الواسعة رصدتهم جيداً وأشارت لهم بالبنان وفرزتهم بعيداً كوباء يعدي الأصحاء إذا ما اقتربوا منه، لذلك كانت تضحيات جيشنا الباسل غالية جداً وكبيرة كبر استحقاق الوطن وحجم قدراته.
وفي هذا العيد المبارك بساعاته وأيامه ولياليه نتقدم من هامات جيشنا الباسل نقبل الجبين العالي ونهمس بحياء ونقول لولا تماسككم ووطنيتكم وأخلاقكم العالية لكان وضعنا نحن الشعب صعباً جداً، فلكم منّا العهد والوعد بأن يبقى هذا الشعب رديفاً وأميناً ومؤتمناً للشهداء الذين نالوا بحق الوسام الذي لايختم إلا في عالم السماوات وهو يستقبل الصالحين أفواجاً من أهل الأرض فهنيئاً لكم تضحياتكم في العيد الكبير، وهنيئاً لأمة وشعب يذود رجالاتها الأبطال عنها كماهم جنود مدرسة سورية الأسد.