تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصطفـــى العقـــاد... فـــــي ذكــــرى رحيـــله

ثقافـــــــة
السبت 12-11-2011
لم يسبق لشخصية عربية سينمائية أن دخلت الحيز العالمي كما دخلها المخرج السوري الأميركي الراحل مصطفى العقاد حيث برز اسمه باكراً في عاصمة السينما العالمية هوليوود كواحد من أهم المخرجين من خلال عدة أعمال متتالية قدمها وشكلت اختلافاً حقيقياً في السينما الأمريكية

حيث وظف العقاد انتماءه وأفكاره في خدمة فنه السينمائي ووظف السينما في خدمة تطلعاته لتقديم رسالة وطنه الحضارية على خلاف ما يعرف عنها الغرب.‏

ويشير التقرير الذي اعده نبيل محمد ونشرته سانا الى ان العقاد عندما قدم رائعته /الرسالة/ منتصف سبعينيات القرن الماضي بالنسخة الانكليزية والعربية قال: كان موضوع الفيلم شخصياً بالنسبة لي.. شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام.. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم.. هناك فقط القليل المعروف عنه مما فاجأني.. لقد رأيت الحاجة أن أخبر القصة التي ستصل بين ضفتي هذا الجسر.. هذه الثغرة إلى الغرب.‏

ويتوقف محمد عند محطات في حياة العقاد فيقول:‏

ولد العقاد في مدينة حلب عام 1935 لأسرة فقيرة ومتواضعة وتلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في مدينته وبمجرد إنهائه مرحلة التعليم الثانوي بدأ اتجاهه نحو الفن السابع حيث سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة السينما في كاليفورنيا عام 1954 وتخرج بعد اربع سنوات ليبدأ رحلة البحث عن عمل بين الشركات السينمائية إذ رفضت سبعة استوديوهات ضخمة ومعظم محطات التلفزة ووكالات الإعلان توظيفه.‏

وفي عام 1962 بدأ العمل في مجال الإخراج والإنتاج والتمثيل ليبزغ نجمه وشهرته بفعل كده وموهبته وبلغت شهرته أوجّها عند إخراجه فيلم /الرسالة/ من بطولة النجم العالمي أنطوني كوين وايرين باباس عام 1976 حيث ناقش الفيلم موضوع الرسالة الإسلامية بأسلوب رصين وازى فيه العقاد بين المرجعيات وآراء رجال الدين الإسلامي ليقدم أهم تحفة سينمائية فنية عالمية عن الإسلام قدمت أيضاً بالنسخة العربية من بطولة عبد الله غيث ومنى واصف.‏

وفي عام 1981 تعززت هذه الشهرة بتقديمه فيلم /أسد الصحراء/ من بطولة /كوين/ أيضاً وتناول فيه سيرة المناضل الليبي الشهير /عمر المختار/ فاضحاً من خلاله السياسات الاستعمارية الغربية وممارسات الاحتلال الإيطالي في ليبيا وولادة الثورة من رحم الصحراء وهو الفيلم الذي وجهت إليه الكثير من الانتقادات واعتبر من خيرة الأفلام التي أرخت للعرب.‏

كما أنتج العقاد بين عامي 1978 و2002 سلسلة أفلام هالوين /ثمانية أجزاء/ حيث اعتبر المنتج المنفذ العالمي الوحيد لها وهي سلسلة أفلام الرعب التي تعتبر من أهم ما أنتج في التاريخ من أفلام الهوس النفسي والجريمة والتي أخرجها مجموعة من كبار المخرجين في هوليوود أمثال /جون كاربنتر/ و/ريك روزنتال/ و/توم لي والاس/.‏

وأنتج العقاد بالإضافة إلى أفلامه الثلاثة مجموعة من الأفلام مثل /موعد مع الخوف/ للمخرج آلان سيمث و/توصية مجانية/ حيث كان مجال الإنتاج أكثر المجالات التي أخذت من وقته وعمله حيث لم يقدم كمخرج إلا ثلاثة أفلام.‏

يوضع اسم العقاد ضمن أكثر الأسماء العربية شهرة في العالم وأكثر الشخصيات الثقافية التي دافعت عن القضايا العربية في الخارج وقدمت الفكر الديني الإسلامي الصحيح وكان حلم العقاد في حياته هو إنشاء مدينة عربية للإنتاج السينمائي ليصنع فيها فيلماً كل سنة عن تاريخ العرب والمسلمين إذ كانت أفلام العقاد موجهة بالدرجة الأولى إلى المشاهد الغربي لا العربي حيث ركز على القضايا ذات الأثر الفكري القوي وكانت شخصية صلاح الدين هي الشخصية التي يرغب تقديمها سينمائياً بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل /صبيحة الأندلسية/ و/محمد شامل الشيشاني/ وغيرهم.‏

استشهد العقاد مع ابنته ريم في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 2005 ضمن ضحايا الانفجار الإرهابي الذي حصل في فندق غراند الحياة في عمان حيث كان فيه لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء ليعود إلى حلب مدينته التي طالما حلم بالعودة إليها فاستقبل تراب الشهباء مخرجها الذي خرج شاباً موهوباً وعاد قامة سينمائية قل نظيرها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية