تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تختبئ في ثوب نجاح سابق.. فلماذا تستمر؟!

فضائيات
السبت 12-11-2011
سلوان حاتم

تعتبر البرامج التلفزيونية كأي منتج له مدة صلاحية تنتهي في وقت معين, وحين الانتهاء لا يعد البرنامج صالحا للمتابعة لأنه فقد نكهته وما هو مرتجى منه, لذلك على من يقوم على هذه البرامج أن يبدأ بقرار شجاع بأن ينهي برنامجه ويبدأ بالعمل على إنتاج غيره إن فقد الحلول لتطويره, أو الخروج من النمطية والتكرار اللذين لا يرغبهما المشاهد.

فالبرامج التلفزيونية اليوم تعتمد على البداية الصاروخية التي يحدثها ثم تهدأ هذه الانطلاقة تدريجيا لأسباب عديدة منها ظهور برامج مشابهة تنافس وتقتسم الجمهور أو ظهور مسلسل يعرض في ساعة البث ذاتها يجذب المتابعين إليه, وحقيقة إن معظم البرامج المتشابهة تختار أيام وساعات البث ذاتها ولا ندري سبب هذا الاختيار هل يعود للثقة أم لاقتسام المتابعين أم للمضاربة؟ومثال ذلك برنامجا (لول وأهضم شي)في نفس وقت العرض يبدأان و(بعدنا مع رابعة وحديث البلد),وكل قناة لها دورة برامجية تقرر من خلالها الإبقاء على بعض البرامج وإنهاء أخرى لأسباب يفترض أنه تم الحديث حولها قد تعود لتدني عدد المتابعين وبالتالي تدني العائد الإعلاني أو ظهور أفكار أكثر مناسبة وأهمية وهذا الكلام ينطبق على معظم البرامج مثل برامج النكت واكتشاف المواهب واستقبال الضيوف.‏

قبل سنتين كانت الفضائيات لا تعرض برامج تخص النكت باستثناء البرامج الكوميدية أو المسلسلات الكوميدية التي تعتمد على النكتة وفجأة ظهرت برامج النكت ولن نتحدث عن سيل الانتقادات الكبير الذي تعرضت له مع أنني من مؤيدي مقولة إذا لم يعجبك فبإمكانك التغييرعن البرنامج أو القناة وما قيل وما يقال في هذه البرامج من نكت هي ذاتها التي يتبادلها المجتمع العربي عادة بين الأصدقاء، وفي الأفلام والمسلسلات الأجنبية المترجمة نسمعها ولكن تترجم بكلمات أخرى بديلة وتكون أحيانا خاطئة, فقامت هذه البرامج تحت الضغط الكبير بتشفير الكلمات البذيئة باللغة العربية عن طريق إخفاء الصوت حتى غدت بعض النكات غير مفهومة لكثرة ( التشفيرالمستخدم)أحيانا في نكتة واحدة , وبعض الضيوف يتحدثون بلهجات محلية لم نعتدها وهي غير مفهومة بالنسبة لنا حتى دونما أن تحتوي أي كلمة بذيئة هذا إن لم يستخدموا مفردات أجنبية فإذا احتوت النكتة على عدة كلمات مشفرة ومفردات بلغة أجنبية تمر النكتة ولا نعلم أهي جميلة أم لا حتى ولو ضحكوا بشدة,وقد استهلك هذا النوع من البرامج تماما مع أن النكتة ليست في فحواها بل بالأسلوب الذي تقال به وأسلوب محدثها,و رغم الإتيان ببعض النجوم ممن عرفوا بالغناء أو التمثيل إلا أن التكرار بدأ يأخذ طريقه في هذه البرامج خاصة أن نطاق النكت ضيق ومحدود ولا يوجد صناعة للنكتة بل تعتمد على المعروف والمتداول.‏

ولا يقف الأمر عند برامج النكت بل يتعدى ذلك إلى برامج المواهب فبرنامج ستار أكاديمي في كل عام يعود ليرينا ذات الأشياء وبسيناريو واحد مع بعض التغيير في البرنامج خاصة أنه يستقبل طلابا جدد وهاهو في الموسم الثامن أعاد علينا التدرج نفسه حتى الحلقة الأخيرة رغم أن البرنامج يبحث عن ثغرات في الفصل الدراسي للوصول إلى لقب ستار ليجعل منها قصة وبالتالي الهروب إلى الأمام في محاولته جذب المتابعين إليه ولكن ككل عام وبعد الانتهاء من جدل من يستحق اللقب وقضايا التزوير والدفاع والتهم تعود الأسئلة ذاتها ماذا فعل هؤلاء (الستارز) بعد البرنامج ولماذا يشق لهم الطريق ثم لا نلبث أن نضعهم في طي النسيان وأين التهليل والتطبيل والتزمير الذي كان يرافق عرض البرنامج أما السؤال الأجدر فإلى أي جزء سيمتد عرض البرنامج خاصة بعد البدء بالموسم التاسع .‏

ومن البرامج التي بدأت ولم تنته بعد(كلام نواعم) الذي تقدمه مذيعات حصرا، تبدل بعضهن وتغيرن عدة مرات وعلى ما أذكر منذ سنوات حين بدأ بثه كن خمس مقدمات واليوم أصبحن أربعاً ولكن ماذا يقدمن ولماذا الاستمرار والحديث عن نسبة مشاهدة عالية ومحاولة إقناع المشاهد أن في الغرب أوبرا واحدة وعندنا في كلام النواعم أربع (أوبريات) يستضفن الضيوف يعلقن, ينفعلن, ويقدمن آراء وخلاصات وتعليقات, وبحسب الضيف وغناه كمادة إعلامية وكلما كان الضيف شخصية جدلية أكثر كلما كان دسماً أكثر للحوار معه ولكن إذا ما كان الجمهور فعلا متعلقا بالبرنامج فلماذا تتغير بعض المقدمات كل موسم.‏

في نهاية الكلام نحن لا نقلل مما حققته هذه البرامج من نجاحات اســتمرت لسنوات ولكن الحديث عن جدوى هذا التكرار ولماذا نستسهل البرامج ولا نستطيع أن نتجرأ بإنهائها؟ خاصة أننا رأينا برامج عالمية مازالت تعتبر مقياس نجاح للبرامج الأخرى تنهــــي حلقاتهــــا لأنهم وباعتراف المقدمين أصيبوا بشيء من الملل والرتابة ،وإذا ما فكــــروا بالعــــودة فســــتكون بشيء جديد وحالة البرامج كحالة المسلسلات كحالة الأفلام كحالة الأغاني نستصعب في حال نجاحها أن نبدع أفضل منها ناسين أن من صنع الجيد يستطيع صنع الأجود وأن حروف اللغة العربية مثلاً كانت ومازالت ثمانية وعشــــرين حرفا ورغم ذلك مازالت تجود بكلمات جديدة والحال هذا ينطبق على العلامات الموسيقية السبع فإلى متى ستختبأ البرامج التلفزيونيــــة في ثــــوب النجاح السابق خوفاً من صناعة برامج جديدة وبالتالي الخوف من الفشل؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية