تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فالستاف البطل الآتي... من زمن شكسبير إلى القرن العشرين

مســــــرح
السبت 12-11-2011
بعد هاملت وعطيل وماكثب ولير، ربما تكون شخصية فالستاف هي الشخصية الأشهر بين الشخصيات التي كتب عنها وليام شكسبير وأعطاها مكانة أساسية في أعماله المسرحية

كما يقول الناقد ابراهيم العريس فهذا الكاتب (شكسبير) لم ير، كما يبدو ضرورة لأن يخص واحدة من أعظم الشخصيات التي ابتكرها بعمل خاص بها.‏

فمن سالبيري غريم موزار الكبير الى اورسون ويلز أحد كبار السينمائيين مرورا بفيردي كبيرا مبدعي الاوبرا الايطاليين سحرت شخصية (فالستاف) الفنانين فجعلوا لها البطولة المطلقة في أعمالهم.‏

اما شكسبير فإن فالستاف كان مجرد شخصية في المسرحيتين اللتين كتبهما في تاريخ حياة هنري الرابع، ولولا الحاح الملكة اليزابيث الاولى معاصرة شكسبير عليه لكي يعود الى الشخصية بعد ان سحرتها في هاتين المسرحيتين لما كان من شأن شكسبير ان يجعل (لفالستاف) مكانا في مسرحيته (دوقات وندسور المرحات) ومن هنا حين شاء المبدعون اللاحقون ان يصنعوا هذه الشخصيات في اعمالهم في اقتباس عن شكسبير كان عليهم ان يعودوا الى اعمال هذا الاخير الكثيرة، هذا ما فعله فيردي حين تعاون مع الكاتب اريغون تويتو في وضع النص الذي استند اليه لكتابة تلك الاوبرا التي تعتبر من اجمل اعماله واقواها... خصوصا ان فيردي في الحانه ورسمه لشخصيته الرئيسية تقمص تماما روح شكسبير روح زمنه، في اشتغاله على تلك الشخصية العجيبة التي سيقول البعض مع شيء من المبالغة طبعا، انها اول شخصية انسانية حقيقية في ذلك النوع من الادب الانكليزي.‏

ولكن ما الذي سحر الكبار من اليزابيث الاولى الى اورسون ويلز، مرورا بفيردي في شخصيته فالستاف؟.‏

بالتحديد ذلك الجانب الانساني الخالص في الشخصية (فالسيرجون فالستاف) لايبدو لنا في مسرحية شكسبير او في اوبرا فيردي او حتى في فيلم اوسون ويلز حيث قام بالدور نفسه شخصيته روائية تأتي لترمز الى شيء او ليعبر عن فكرة... ما يعني في اختصار شديد.. انها شخصية رمزية تحمل بعض المفاتيح لفهم جوانب معينة من الحكاية.. كما اعتادت الشخصيات المسرحية ان تكون في تلك الازمنة، بل على العكس تماما حيث نجد انها شخصية نابضة بالحياة، ومن لحم ودم، طيبة تلتفت الى هموم الاخرين، تجبن امام الموت، تسري عن الحزانى. تحزن لحزنهم.‏

فالستاف هو باختصار الوالد الشرعي لعدد كبير من الشخصيات الحية التي ملأت الادب والفنون خلال القرون التالية، زراعة الحياة حيثما تحركت، مدافعة عن المبادئ في شكل ساخر، واضعة حكمة ومعرفة ومقدارا كبيرا من المشاعر خلف كل كلمة تقولها، واللافت في هذا كله ان فالستاف، ورغم كل شيء يبدو شخصا لا حياة خاصة له ولا تاريخاً خاصاً به، انه شخص يعيش عبر الآخرين ومن أجلهم، ولعل في هذا يكمن سر عظمته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية