تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوسف وهبي..يتألق رغم رحيله منذ 29 عاماً

مســــــرح
السبت 12-11-2011
مرت الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل عميد المسرح العربي (يوسف وهبي) في هدوء شديد رغم أنه واحد من الفنانين القلائل الذين يزداد توهجهم بمرور الزمن، وخصوصاً أن الكثيرين

من الفنانين عبر أجيال مختلفة يعتبرونه جامعة فنية للإبداع، لأنه جمع بين التأليف والإخراج والانتاج والتمثيل بمهارة فائقة سواء في اللون التراجيدي أم الاجتماعي أم الكوميدي وهو ما أهله ليحمل العديد من الألقاب.‏

فقد حرص وهبي (كما جاء في جريدة البيان) طوال مشواره على أن يرتقي بأعماله إلى المستوى الثقافي والاجتماعي للجمهور ومنها أفلامه التي عكست الواقع في حقبة الخمسينيات والأربعينيات من القرن الماضي.‏

نشأ يوسف عبد الله وهبي المولود في 14 تموز سنة 1898 في محافظة الفيوم في بيت من بيوت علية القوم ذوي الشأن الأدبي والمادي.. الأب كان يعمل مفتشاً للري بالفيوم وهو صاحب فكرة حفر ترعة عبد الله وهبي فيها، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية، كما أنشأ أكبر مسجد بالفيوم، وكان الأب يريد للابن أن يصبح فلاحا مثله، ولكن عشقه للتمثيل الذي شغف به لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي في سوهاج، دفعه بعيداً ووسط دهشة عائلته كلها التحق بالسيرك للعمل كممثل وهذا ما أغضب والده فقام بطرده، خصوصاً وأن أصحاب مهنة التمثيل لم يكن معترفاً بشهادتهم أمام محاكم الدولة في ذلك الوقت... ثم ألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه لإصلاحه وتهذيبه.. ولكن يوسف لم يستجب وهرب إلى إيطاليا لتعلم المسرح بإغراء من صديقه محمد كريم ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا عام 1921 الذي ترك له ولأخوته ثروة كبيرة.‏

وبميراثه عن والده كون فرقة «رمسيس» المسرحية التي ضمت عدداً من عمالقة التمثيل ومنهم حسين رياض وأحمد علام وفتوح نشاطي ومختار عثمان وعزيز عيد وزينب صدقي وأمينة رزق وفاطمة رشدي وعلوية جميل.‏

وقرر بذلك تقديم شيء مختلف عما كان يقدمه مشاهير المسرح في ذلك الوقت أمثال علي الكسار ونجيب الريحاني من خلال فرقته من خلال أكثر من 300 رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة من روائع الأدب الفرنسي والإيطالي والإنكليزي مخالفاً بذلك ما كان يقدم من مسرحيات.‏

وكانت أولى مسرحياته «المجنون» التي عرضت عام 1923، وأتبعها بـ «كرسي الاعتراف» ومن بين روائعه المسرحية (عطيل وسر الحاكم بأمر الله ويوليوس قيصر والدنيا مسرح كبير وبيومي أفندي وهاملت وأولاد الفقراء واليتيمان وغادة الكاميليا والجريمة والعقاب والمجنون وعريس في علبة وشجرة الدر).‏

ويؤكد كثيرون أنه أول من أدخل الموسيقا التصويرية قبل رفع الستارة وهي التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح العالمية.‏

أول فيلم ناطق‏

وكون مع المخرج محمد كريم عام 1930 شركة سينمائية باسم «رمسيس فيلم» بدأت أعمالها بفيلم «زينب» وفي عام 1932 أنتج أولاد الذوات الذي كان أول فيلم عربي ناطق، علماً أنه اقتبسه عن احدى مسرحياته الناجحة.‏

وتتالت بعد ذلك أفلام ناجحة من تمثيله وبعضها من تأليفه وإخراجه وعقب نجاحها الكبير كتب عام 1944 فيلم (غرام وانتقام) الذي أخرجه بنفسه ولعب بطولته أمام الراحلة أسمهان، وحصل على لقب (البكوية) عقد حضور الملك فاروق أول عرض للفيلم في دار سينما ريفولي وأتبعه بـ 40فيلماً قام بإخراجها، ونحو 40 أخرى قام بتأليفها وشارك في بطولة أكثر من 60 فيلماً.‏

وانتخب يوسف وهبي نقيبا للممثلين عام 1953 وعمل مستشارا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد وحصل على وسام تقدير من مجلس قيادة الثورة، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960 وجائزة الدولة التقديرية عام 1970 ودرجة الدكتوراه الفخرية عن مجمل عطائه للفن عام 1975 ووسام الغرانداوف سيسيه من ملك المغرب كما منحه بابا الفاتيكان وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية، وهو أول مسلم يحصل على هذا الوسام.‏

لم يرزق يوسف وهبي بالأولاد وقضى أيامه الأخيرة وحيداً تقريبا ودون أن يطرق بابه أحد، باستثناء الأوفياء من أصدقائه ومنهم عمر الحريري وأمينة رزق ودخل مستشفى المقاولين العرب في الأول من تشرين الأول عام 1982 إثر إصابته بكسر في الحوض، وتوفي أثناء تلقيه العلاج في 17 تشرين الأول من العام نفسه إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية