تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المســرح العــربي وإشــكالية اللغـــة (2)

مســــــرح
السبت 12-11-2011
تم الحديث في الحلقة الماضية عن أنصار كتابة حوار المسرحية العربية بالعامية باعتبار أنها الأقرب إلى أحاسيس ووجدان الشعب

والأقدر على خلق التواصل معه وسنتأتي الآن على الحديث عن أنصار كتابة الحوار المسرحي بالفصحى، أنصار الفصحى وحجمهم يمكن تلخيصها فيمايلي كما تحدث الدكتور يونس لوليدي.‏

1- إن اللغة الفصحى هي لغة القرآن ولغة الأجداد واللغة التي توحد العرب والأسباب الدينية والقومية تدفعنا للتشبث باللغة العربية كلغة للمسرحية العربية.‏

2- العامية لا يمكنها أن تكون تراثاً وطنياً ترثه الأجيال لأن هذه العامية تتغير بتغير الأزمنة وبتطور الحياة اليومية في حين تظل الفصحى سليمة وخالدة.‏

3- تمتلك الفصحى طاقة كبيرة تسمح للمؤلفين الدراميين بالتعبير عن المذاهب الفلسفية والفنية وعن الأفكار العميقة لأنها أغنى من العامية وموروثها أكثر قيمة.‏

4- تعرف العامية عدة صراعات داخلية لأن هناك عدة عاميات في الوطن العربي بل هناك عدة عاميات في البلد الواحد ما يجعل الجمهور المسرحي لبلد عربي ما يجد صعوبة في فهم عامية بلد عربي آخر.‏

5- هناك مسرحية عربية تاريخية لايمكن كتابة حوارها إلا بالفصحى لأنها تعكس حواراً وشخصيات واقعية ترصد أزمنة قديمة وكتابة حوار هذه المسرحيات التاريخية بالعامية معناه تشويه الأحداث الحقيقية.‏

وهكذا تشكل العامية بالنسبة إلى أنصار الفصحى خطراً على المسرح العربي الذي يعتبر عنصراً مؤثراً في الفنون والآداب الأخرى، فالمسرح يعتمد على الكلمة المنطوقة التي تختلف عن الكلمة المكتوبة والكلمة المنطوقة تحتاج إلى المؤلف الدرامي المقتدر ليكتبها بالشكل الصحيح وإلى الممثل المقتدر ليوصلها إلى الجمهور على الوجه الصحيح.‏

إلى جانب هاتين الفنيتين السابقتين نجد فئة ثالثة تقف في منطقة وسطى بين العامية والفصحى.‏

- بين العامية والفصحى يمكن تلخيص حجج هذه الفئة فيمايلي:‏

1- للمسرح لغته الخاصة بغض النظر هل هي فرنسية أم عربية أم إنكليزية أم صينية؟ وبغض النظر هل كتب حواره نثراً أم شعراً وبغض النظر أخيراً هل كتب بالفصحى أم بالعامية؟‏

2- لايجب أن تؤثر ازدواجية اللغة على المؤلف الدرامي الجيد لأن الشخصيات المسرحية عندما تأتي إلى الحياة فإنها تحمل معها لغتها الخاصة وما على المؤلف إلا أن يسجل هذه اللغة الخاصة.‏

3- هناك عامل مهم يتدخل أثناء اختيار لغة المسرحية وهو طبيعة موضوع المسرحية ذاته.‏

4- إن محاولة إقرار لغة واحدة للمسرح العربي سواء أكانت فصحى أم عامية هي محاولة لإيجاد قالب واحد لعدة أشكال ومواضيع فنية مختلفة.‏

إذاً بالنسبة إلى هذه الفئة الثالثة فإن طبيعة موضوع المسرحية هي التي تحدد لغة الحوار كما أنه لايجب أن تفرض على المؤلف الدرامي اختيار لغة معينة بل يجب تحطيم هذا الحاجز الوهمي القائم بين الفصحى والعامية بما أن كليهما وسيلة تعبير جيد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية