من ذلك أنه إبان الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، تم توقيفه من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي ومثل أمام محكمة فرنسية بتهمة معاونة الثوار وإمدادهم بالمؤن والسلاح وفي إحدى الجلسات كان على رئيس الاستخبارات الفرنسي أن يدلي بشاهدته في قضية البارودي، وجاءت شهادة الضابط الفرنسي لصالح البارودي، عندما قال إنه لم يثبت لديه أن فخري البارودي له علاقة بإمداد الثوار بالمؤن والسلاح وهذه الشهادة أثارت المدعي العام الفرنسي فقال للبارودي غاضباً: ألهذا الحد وصل بك الدهاء يا مسيو بارودي، حتى تلعب بعقل رئيس الاستخبارات الفرنسي فيشهد لصالحك؟
فأجابه فخري البارودي بمنتهى الهدوء: ياسيدي.. أنا رجل بسيط من شعب بسيط وأعتبر نفسي جاهلاً لا أحمل أي شهادة فإذا كنت أستطيع أن ألعب بعقل رئيس استخبارات فرنسا، الرجل المتعلم الذي يحمل أكبر الشهادات في العالم، فإنه يكون من حقنا أن ننتدب عليكم، لا أن تندبوا علينا لتعلمونا وتوجهونا كما تدعون، فضج الناس في قاعة المحكمة بالضحك، حتى إن رئيس المحكمة الفرنسي عندما ترجمت له عبارة البارودي غرق في الضحك، وحكم ببراءة البارودي شرط إبعاده إلى لبنان.
ومن طرائف فخري البارودي الأخرى أنه كان معروفاً بولعه بجمال الحسناوات ومرة كان يجلس في الصف الثاني في حفل، وكان أمامه في الصف الأول امرأة ضخمة الجسم وقد حجبت عنه وجه شابة جميلة. فكان يميل يمنة ويسرة ليرى الوجه الجميل فشاهده أحد أصدقائه، فسأله: ما بالك يا فخري بك تكثر من هذه الحركات؟
فأجابه فخري البارودي: يا أخي ماذا أعمل.. والحوت أمامي قد بلع القمر!!