هذا التحريض الأحدث أمريكياً كان قد سبقه بساعات تحريض لاقى رداً سريعاً من الحكومة السورية لدعوة الإدارة الأمريكية المسلحين عدم تسليم أسلحتهم على أنه انخراط عملي وتورط مباشر لواشنطن في شؤون سورية بهدف إحداث الفتنة والعنف وإراقة الدماء التي كلفت الكثير من الأبرياء.
سورية ترى في دعوة الخارجية الأمريكية تشجيعاً للمجموعات المسلحة على الاستمرار في عملياتها الإجرامية ضد الشعب والدولة ودعوة واشنطن هذه تأتي في سياق تعطيل المبادرة العربية لوضع حد للأزمة وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية ناهيك بكشف وجهها القبيح الداعم للصهيونية العالمية ولاسيما بعد فشل كل محاولات هذه الإدارة في المنطقة من خداع وتضليل الرأي العام حيال ما يحدث في سورية من قمع وترهيب على يد المجموعات الإرهابية المأجورة واتهام الدولة بهذه الأحداث.
النصائح الأمريكية الواضحة والصريحة الداعمة للقتل وتمويل المجموعات المسلحة تندرج في سعيها الدائم والحثيث في إذكاء نار الفتنة بهدف تزايد الأزمة السورية ليتسنى لها إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن ولا سيما بعد رد سورية بالموافقة على المبادرة العربية ما شكل صفعة قوية لواشنطن التي تتشدق بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وهي أول من يعادي الإنسان وتقتله وتحارب الاستقرار والتطور والإصلاح ناهيك بسياسة المعايير المزدوجة التي تنتهجها.
لكن الرد الروسي كان واضحاً من خلال دعوة وزراء خارجية عدد من الدول ومنظمات دولية إلى تأييد المبادرة العربية ودعوة المعارضة إلى التخلي عن المسلحين في إشارة لدحض التصريحات الأمريكية ضد سورية والتي اعتبرتها روسيا موقفاً أحادي الجانب ولا قيمة لها خصوصاً بعد قيام سورية بتنفيذ اقتراحات الجامعة العربية ما يفسح المجال أمام إجراء حوار سياسي بناء ملموس لنقل الوضع إلى تنفيذ الإصلاحات دون تدخل خارجي. على أي حال ليست هي المرّة الأولى للمحاولات الأمريكية التدخل في سورية لزعزعة الوضع الداخلي فيها إلا أنهم وجدوا ضالتهم للدخول والتدخل في شؤون دولة عصية عليهم وعلى مخططاتهم.