تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أيهما الأقسى

حديث الناس
الثلاثاء 6-1-2015
وليد محيثاوي

يستعد المواطنين لاستقبال العاصفة الثلجية (هدى) التي بدأت يوم أمس في الساحل السوري لتصل إلى كافة المحافظات حاملة معها الأمطار والثلوج والعواصف مبشرة بعام خير، وبات المواطن الذي لايزال ينتظر مخصصاته من مادة مازوت التدفئة،

يأمل أن تكون العاصفة اسم على مسمى (هدى) ورحمة عليهم، فمادة المازوت التي لم تصل للكثير من الأسر نتيجة نقص المادة وعدم توفرها،أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا للناس مع قارس البرد.‏‏

ورغم وعود الحكومة ومنذ اشهربالبدء بتوزيع الدفعة الأولى للمواطنين البالغة 200 ليترا،على أن يتم لاحقا توزيع الدفعة الثانية، إلا أن الواقع القاسي بدد سحابات الأمل لدى المواطن الذي لم يعد أمامه سوى خيارات محدودة، فإما شراء المازوت من تجار السوق السوداء المنتشرين بكثرة وبأسعار سياحية تصل إلى 150 وحتى ال200ليرة لليتر الواحد، أو التحطيب واستباحة الثروة الحراجية التي بات التعدي الجائر عليها ينذر بخطر بيئي حقيقي، أوالتحلي (بالهدى)وبالصبروالدفء بالإيمان النابع من القلب على أمل منتظر.‏‏

واذا كان وزيرالنفط والثروة المعدنية قد حمل لجان المحروقات في المحافظات مسؤولية عدالة توزيع المادة بين المواطنين ضمن الكميات المتوفرة، فالواقع يكشف حجم التلاعب والفساد الكبير في لجان المحروقات واللجان الفرعية الموكل إليها ايصال المادة لمنازل المواطنين بسعر الدولة، هذا الفساد الذي يتكشف بموضوع الآليات المعتمدة لتخصيص محطات وقود دون غيرها بطلبات اضافية وعدم مراقبة وصول تلك المخصصات، حيث تمكنت بعض الجهات الأمنية من ضبط صهاريج كانت تحول مسارها لتقوم بتهريب المادة لمناطق ساخنة وبيعها بطرق غير شرعية وبأسعار خيالية، فبماذا يختلف هؤلاء عن الذين يمارسون الإرهاب بحق شعبنا، اضافة للتلاعب الحاصل في قوائم التسجيل لدى الوحدات الإدارية ومبدأ الخيار والفقوس في توصيل المادة، والأهم غياب الرقابة التموينية التي لم تستطيع ومنذ بداية الأزمة أن تجد حلا لهذه المعضلة في كيفية ضبط الكميات الموردة لمحطات الوقود وكيفية تصريفها، من وضع عناصر رقابة أو تركيب كاميرات مراقبة، أو أي حل سحري لهذه المشكلة التي صنعت تجار أزمات من أصحاب محطات وسائقي صهاريج وشركائهم من مدراء ومراقبي تموين أثروا على حساب المواطن والوطن.‏‏

المواطن الذي تحمل قسوة الأزمة والحرب، يدرك أن هناك حصاراقتصادي وقلة في المادة، لكنه أيضا يدرك أن هناك تلاعب وفساد يجب أن يكون عقاب القائمين عليه أقسى من عاصفة (هدى)..فنأمل ذلك..!؟‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 وليد محيثاوي
وليد محيثاوي

القراءات: 646
القراءات: 1041
القراءات: 678
القراءات: 680
القراءات: 716
القراءات: 650
القراءات: 736
القراءات: 729
القراءات: 751
القراءات: 742
القراءات: 4002
القراءات: 748
القراءات: 856
القراءات: 849
القراءات: 713
القراءات: 763
القراءات: 836
القراءات: 746
القراءات: 789
القراءات: 801
القراءات: 814
القراءات: 905
القراءات: 785
القراءات: 1415
القراءات: 899

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية